محمد عبدالرحمن
مأرب التي لا تلين.. الصمود خيار القبائل المجيدة
هي مأرب التي تشبث التاريخ حول أعمدتها الشامخة والشمس تدور حولها، اليوم تحاول أن تصنع تاريخاً جديداً تخضرُ منه الكتب والمدونات للأجيال التي لن يتسنى لها شهادة ميلاد جديد في هذه البلاد، هي اليوم تخوض أكبر المعارك وأحسمها في هذه الحرب اللعينة، تخوض معركة خذلان الشرعية ومعركة الصمود في وجه البغاة المعممين بدشداشات إيرانية.
يتقوقع الجنرال الأحمر في غرفته بأحد فنادق الرياض، في الوقت الذي تشهد مأرب معركة مصيرية في تاريخ البلاد، الحرب مسؤوليته كنائب للرجل الأول في سلم الشرعية المنخورة، وقائد له باع في تاريخ الحروب والهزائم مع جماعة الحوثي التي كان يغذيها، لخصومة سياسية مع الرئيس السابق الصالح، تدافع القبائل عن شرفها وبيوتها بما تيسر لها من قوة، وهو يغسل يده ويتخلى عن مأرب شمس الجمهورية ويتنصل من مسؤوليته في الدفاع عنها.
مأرب بلا جيش وطني، وبلا قوات تتبع الشرعية، ونتحدث هنا عن عدم وجود قوات حقيقية وجيش حقيقي في الميدان، لأن الكذبة التي روجت لها جماعة الإخوان وطبلت وتطبل وتهلل لجيش وطني، كان على ورق وكشوف المرتبات فقط، حتى ظنّ الناس أن هناك من يحمي مأرب فعلاً.
مأرب كانت محمية فعلاً بوجود القوات الإماراتية التي أروت أرض مأرب بدمائها، وهي بذلك تفتخر لأنها تعتقد أنها تضحي من أجل الناس والإخوة العربية، وبعد أن رحلت انكشف الغطاء وأصبحت مأرب هدفاً يومياً لصواريخ الحوثي التي تسقط على رؤوس المدنيين.
بعد أن وجدت القبائل نفسها في ورطة الاستئناس إلى وجود جيش وطني، رأت أن من العار القبلي الاستمرار في احتساء الخديعة التي يسكبها الإخوان والجنرال الأحمر من فنادق الرياض، بينما مأرب تحترق وتشتوي وتتساقط أطرافها، وها هي الآن -القبائل- الحامي الوحيد لمأرب.
لا جيش في مأرب غير القبائل التي تذود عن حماها، وتقدم الدم رخيصا من أجل حفظ وصون كرامتها، ولا قوات تقاتل سوى أبناء القبائل، ولا انتصار يحققه أحد في مأرب غير انتصارات القبائل، وأي حديث عن من يشارك القبائل في القتال، هو محض كذب، وهو مجرد تسول الاعتمادات والأموال والسلاح من التحالف ليتم بيعه للحوثي.
لو كان هناك جيش وطني في مأرب يتبع الشرعية، لما كانت الآن القبائل هي من تقاتل بامكانياتها البسيطة، ولكانت الآن القبائل هي سند وعون وليس الأساس الذي يتقدم صفوف المعركة، جيش الشرعية الإخوانية منشغل بأهداف ومناطق أخرى، يتمركز في أبين وشبوة، ربما أضاع البوصلة، وربما أصاب الجنون عقل الجنرال الأحمر.
مأرب ليست معركة من أجل الشرعية، لأن القبائل لا تقاتل من يغدر بها ويذهب للراحة في فنادق الرياض، إنها معركة الدفاع عن الحق والشرف والحرية، معركة ضد العبودية والاستعلاء، وعندما تكون المعركة لها هدف وطني وأخلاقي، تصبح معركة كل اليمنيين، لذلك مأرب تقاتل من أجل أعمدة الحرية وشمس الجمهورية، تقاتل باسم كل اليمنيين مثلها مثل معركة الحديدة والساحل الغربي.