محمد عبدالرحمن
اللص الذي سرق الرئيس.. "هادي" خطيئتنا جميعاً
لم ندرك ما هي الخطيئة التي ارتكبناها ونحن نمضي نحو منحه أصواتنا المنهكة، بريق الأمل في ذلك الوقت لم يخب، ولم ندرك أننا كنا نمارس إحدى غوايات السياسة، لكننا بنفس الوقت اعتقدنا أن البلاد ستنجو كما كانوا يقولون لنا، عندما يذوي صالح إلى بيته، ويستيقظ هادي من سباته، سيعم الخير ونحصد ثمرة هذه الإزاحة، لكننا أخطأنا التقدير في استيقاظ هادي.
هو الرهينة التي وجدت جماعة الإخوان فيه طريقها إلى شرذمة البلاد وسلاحها الصامت، هادي المتمسك بالغواية الشيطانية، والزاهد عن الهداية الوطنية، مطية من عجزوا عن ركوب صالح، والدمية التي تنطق بشفاه العجز والفشل والفساد، لا نظير له، ولا مثيل له في التاريخ.
ذهب أمريكا، فقط رأيناه على طائرة فخمة مع نجله والابتسامة تملأ وجهه، ثم عاد ولم نره، فقط سمعنا نزلاء الفندق يهنئونه بسلامة عودته، لم يطل علينا ولو من خرم باب غرفته، يذهب إلى حيث يشاء، ونذهب كالبلاد إلى حيث يشاؤون، لعنة لا نظير لها في سجل تاريخ السياسة والرؤساء.
فلتكن الرئيس.. لكن اصنع شيئاً لهذا من وظيفة هذا المسمى، لا تترك حبال الفساد تجرك إلى الرذيلة السياسية أكثر مما قد جرتك جماعة الإخوان، اصنع لنفسك ولو قليلاً من الاحترام أمام الأبطال الذين تركوا الفنادق والمسميات وقالوا إنا لهذا البلد جنود وحماة، اصنع قليلاً من الرجولة واحمل سلاحك دون خوف يقودك.
لست إلا لصا سرق المسمى ولبس ثوب الشرعية، لأنك فعلاً لص، عندما خنت العهد والوعد والأمانة، أغرقت شعباً بأكمله في وحل الفوضى والتمزق، وكان بيدك كل القدرة والقوة على وقف هذا الانهيار، أنت خائن مع أول طلقة رصاصة رحبت بها من الجماعة الحوثي وهي تطلقها على صدر الشهيد القشيبي.
هفوة صعودك إلى الرئاسة خطيئة، وكلنا مخطئون بمنحك بعض اصواتنا صورياً، كنا نريد أن نتجاوز حالة الانفجار العظيم، ولم نكن ندرك أنك الرجل الخائن الذي أشعل فتيل القنبلة وصاحب والمخطط لكل هذا الدمار، هفوة الشعب تكون كبيرة وتحتاج إلى زمن لتجاوزها، ولا يمكن لنا أن نمضي إلى مثل تلك الهفوة اللعينة التي منحتك الرئاسة.
توسلت اليك دماء الضحايا أن تترك الخيانة وتغادر الفندق وتزيح عنك عار جماعة الإخوان، وأن تعود لقيادة الحرب والانتصار ولو لمرة واحدة لهذا البلد الذي تتلذ بانهياره، استجدتك كل أطراف البلاد أن توقف نزيفها، وأن تعلن الحرب على الأعداء... يا للعار أنك تكون أحد الأعداء وبكل هذه البشاعة.
يحيط بك الخوف وتتربع على كرسي من نار، يذيب جوارحك قرقعة حذاء الجنرال الأحمر وهو يسير في ممر الفندق إليك، لأنك جبان، تركت شعبك وبلادك واحتميت بالإرهاب وجنراله في اليمن، يهيلون عليك بالمديح ويكثرون من فخامة الرئيس، وأنت تدرك أنهم يكذبون.
لماذا كل هذا العار يا هادي أن ترى الجنوب يستباح من جماعة الإخوان، والشمال يسقط في قعر الظلام الحوثي الكهنوتي، ولا تحرك ساكنا، تذبح أي مقاومة، وتوقف أي تقدم، وتنتهز كل فرصة لتنال من هذا الشعب، هل ظلمناك حتى تتلذذ بكل هذا النزف والوجع الدامي في كل البلاد..؟!