محمد عبدالرحمن
هل ستعود القوات الإماراتية لإنقاذ الموقف في جبهات الشمال؟؟
في الرابع من سبتمبر 2015م استهدفت قوات الحوثي معسكراً في صافر بمحافظة مأرب، كانت القوات المشتركة تتمركز فيه، ونتج عن ذلك استشهاد 45 جندياً إماراتياً و32 جندياً يمنياً و10 جنود سعوديين و5 بحرينيين، هذه النتيجة الثقيله التي تحملت الإمارات الجزء الأكبر منها، تثبت أن هناك طرفاً داخل الشرعية كان يخطط لتسليم مأرب للحوثي.
ندرك جميعاً أن سقوط مأرب مصلحة مشتركة لجماعة الإخوان والحوثي، وأن تقاسم الثروة والسلطة بينهم يحتم أن يتقاسموا مناطق النفوذ، نكاية بالسعودية والإمارات تسعى جماعة الإخوان للتعجيل بسقوط مأرب بيد الحوثي.
بالأمس، وفي خطوة مفاجأة، يقوم قائد القوات المشتركة الجديد باستدعاء الضابط الإماراتي الذي كان يشرف على المعركة في مأرب، هذه الخطوة أعادت إلى الأذهان الدور الإماراتي المشرف في الدفاع عن مأرب، أن يتم استدعاء ضباط إماراتيين من أجل مأرب، دليل أن فقاعة الإخوان في حماية مأرب انفجرت بالعجز والفشل، وأن لولا القبائل التي تقاتل الآن لكانت المدينة قد سقطت في يد الحوثي وإخوان الحوثي.
أثبت الواقع الميداني أن رحيل الإمارات عن الجبهة العسكرية خلق حالة فراغ وشتات وتخبط سعودي كبير، حيث توقفت الجبهات القتالية وتقدم الحوثي في كثير من الجبهات، لا يوجد أن حدث انتصار لأي جبهة أو معركة في مناطق الشمال بعد أن غادرت القوات الإماراتية، وسلمت الأمر للسعودية، التي بدورها اعتمدت على جماعة الإخوان، وبسببها خسرت وتخسر.
أدركت السعودية أن خوضها المعركة منفردة خطأ جسيم، وأن اعتمادها على منظومة الشرعية الإخوانية أفقدها القدرة على السيطرة، وشعرت بالطعنة في خصرها، رغم التحذيرات المستمرة، وعودة الإمارات يمكن أن يساهم في لملمة هذا الشتات ويعيد الأمور إلى الاتجاه الصحيح.
التغييرات الأخيرة التي حدثت داخل القوات المشتركة، حركة يمكن من خلالها إعادة ترتيب صفوف المعركة، لكن أن تبقى تلك التغييرات في نطاق واحد، دون أن تمتد إلى صفوف الشرعية فإنها تبقى مجرد تغييرات لن تستطيع أن تحدث شيئاً في المعركة، لأن قيادات الشرعية الإخوانية هي من ستعرقل أي تقدم.
عودة مشاركة الإمارات عسكرياً اعتقده قراراً صائباً، لكن ليس بالسهل أن تعود ولا تزال مصفوفة قيادات الشرعية المسببة للفشل والهزائم باقية في مناصبها، وأعتقد أن العودة قد تصبح ضرورة سعودية لإنقاذها من حالة الترهل الكبير الذي حدث بعد مغادرة قوات الإمارات.
قد يقتصر الدور الإماراتي الجديد في المجال العسكري على المساعدة في تقديم المشورة والمساعدة في التخطيط، وقد يتطور إلى الدعم في بعض الأمور المتعلقة بالتكتيكات القتالية، لكن العودة بالقوات إلى الميدان فهذا يتطلب وقتاً، وخطوات تنفيذية لا بد أن تتم في داخل دائرة الشرعية من أجل ضمان نجاح المعركة.
يمكن اليوم للإمارات بعد أن كانت قد تركت المجال العسكري للسعودية واكتفت بالبقاء لتقديم المساعدات الإنسانية، يمكنها أن تعود وتنقذ مأرب وتثأر لدماء شهدائها.