محمد عبدالرحمن
الدفاع عن مأرب بين صور "هادي" في الشوارع و"القبائل" في الجبهات
بينما تخوض القبائل المأربية أشرس المعارك ضد ميليشيا الحوثي على أطراف مأرب وتقدم التضحيات والدماء الزكية، يتجول الرئيس هادي في شوارع مأرب مزهواً بنصر لم يره أحد، على أعمدة الإنارة يظهر هادي بتلك الصورة التي التقطت له قبل سنوات من أجل خوض مسرحية الانتخابات في العام 2012م.
تستحق مأرب أن تكون عاصمة للمقاومة لما تتمتع به من مقومات وإمكانيات ولقربها من العاصمة صنعاء، لكن الإخوان ولأغراض في استراتيجيتها جعلت منها نهرا يصب الأموال إلى خزائن في الخارج واستثمارات هنا وهناك، واليوم وبسبب ذلك يحاول الحوثي أن يسقطها في مخالب إيران، ويحاول كسر القبائل واخضاعها بالقوة العسكرية.
يخوض الرئيس هادي معركته المفصلية في مأرب، لا تنام خلايا العمل التابعة له ولا تتعب ولا تكل ولا تمل، أن تجول صوره في شوارع مأرب عمل وطني يمكن تحقيق النصر والدفاع عن مأرب، ربما تكون تلك الصور هي المترس الكبير الذي سيدافع عن المدينة ويحميها من السقوط.. هكذا يصبح التصور الإخواني وهم ينشطون في تعليق الصور.
ما تمنحه القبائل اليوم وهي تقاتل ميليشيا الحوثي، هو الحق والدم للدفاع عن العرض والشرف، وما يقدمه هادي الذي يغيب عن الواقع المأربي بكل أحداثه ويكتفي بالحضور صورياً في الشوارع، هو التفريط والخيانة وتقديم المدينة للحوثي بشكل دراماتيكي كما فعل قبلها مع مدن أخرى مثل عمران وصنعاء.
لا تحتاج مأرب إلى أن تتزين بصورة هادي على أعمدة الإنارة، هي بحاجة إلى وقفة جادة من الرئيس هادي وحاشيته الإخوانية مع مأرب وقبائلها ومساندة المعركة ودعمها والتحشيد لدحر الحوثي والتوجه نحو صنعاء.
لا تعني صور هادي شيئاً في الشوارع، والمدينة على وشك أن تسقط في يد إيران، ولا تعني للقبائل شيئا وهي تقدم نفسها ودمها في سبيل الدفاع عن المدينة، ولا تعني للناس شيئا وهي ترى الرئيس صاحب الصورة نائما لا يستيقظ في غرفة الفندق في الرياض، هي بحاجة للحديث مع الرئيس نفسه لا مع شبحه وصورته، وربما هادي بذاته لا يعني لأحد شيئا إلا أنه سبب كل هذا الترهل والفساد والانهزام.
هادي لا يمكن تحقيق شرعيته في برواز صوره، ولا يمكن له أن يكون رجل الوطنية وهو يتخبط في كوابيس نومه، ولا يمكن لمأرب أن تصمد وتقاوم إذا استندت على شخص مثل هادي أو شبيه لصورته، السخافة الإخوانية وصلت إلى مرحلة مستعصية وهم ينشرون هادي في مأرب كرجل حرب.
إذا أردتم أن تحتفلوا بثورة السادس والعشرين من سبتمبر فليكن ذلك بدحر الحوثي ومساندة القبائل في جبهات مأرب، سبتمبر هو ثورة ضد الكهنوتية، والكهنوتية لا يمكن مقاومتها برفع صور هادي في شوارع مأرب، البندقية المأربية لا بد أن تتحرر من سطوة الإخوان وإنقاذ مأرب وقبائلها الشريفة.