محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

في رحاب معركة "حيس" و"الدريهمي"

Sunday 04 October 2020 الساعة 10:00 pm

هو الحوثي بمكره وخداعه، يعود من مأرب وقد كسرته القبائل وأثخنت عناصره قتلاً وجراحاً وتنكيلا، فيسرع إلى تحشيد ما تبقى من البسطاء نحو الساحل الغربي، لعله يجد ما يحفظ ماء وجهه الذي ساح، ومثل كل مرة يجد الهزيمة تلقفه وتخطف بنادق القوات المشتركة أرواح عناصره بكل أسف، لأنه غرر بهم مستغلاً فقرهم وضعفهم.

لا مجال لأي شك في أن الحوثي أوهن من بيت العنكبوت، وأضعف من أن يصمد أمام قوة وطنية تتلهف لدحره وإنقاذ الناس تحت سلطته، فالقبائل المأربية بسلاحها المتواضع عجز عن تجاوزها أو اختراقها أو كسرها، فكسرته وأحرقته وأعادته بكل ذل وهوان، ووجد صدى ذلك في هزيمته وانكساره المتكرر في الدريهمي وحيس.

جبهة الساحل الغربي تختلف عن كل جبهات القتال على طول اليمن، تتداخل فيها العوامل الإقليمية والدولية وتتحكم بمسارها، ورغم ذلك يحاول الحوثي استغلال ذلك التداخل وتحقيق تقدم لو بسيط، مطمئناً وقوف صُنّاع استكهولوم إلى جواره، فيحشد ويحاول التقدم، لكن حشوده تتبخر أمام صلابة القوات المشتركة.

قد تكون الهجمات المتكررة والمكثقة في الأيام الأخيرة على الدريهمي وحيس وغيرها من المناطق في الساحل الغربي التي يقوم بها الحوثي، هي بادئة جديدة لاستئناف عملية تحرير الحديدة واسقاط استوكهولم المشؤوم، وهذا ما يتمناه كل الناس، وما ينادي به ابناء الحديدة لأنهم الأكثر تضرراً من سيطرة الحوثي وهجماته التي تطال المدنيين.

هو استوكهولم الذي يقف حائلاً أمام تقدم القوات المشتركة، في نفس الوقت لا يقف أمام مجاميع الحوثي التي تحاول التقدم بأي وسيلة وبأي تكلفة، وينتهي بها المطاف إلى الانكسار وردمها في أماكنها وفرار ما تبقى من تلك المجاميع بحثاً عن النجاة، وما نراه من التحشيد المستمر والهجمات المكثفة على الدريهمي وحيس دليل على التساهل الذي يبديه استوكهولم أمام جماعة الحوثي.

اشتعال المعركة في الساحل الغربي أعادت الروح للناس وهم يرون الانكسار المذل للحوثي، يثبت لهم ذلك مدى القدرة على إنهاء سيطرة الميليشيات على صنعاء وصعدة والحديدة، طالما توفرت الإرادة والقيادة الوطنية التي تقود المعركة بدافع وطني إنساني، لا بحثاً عن مجد شخصي أو سلطة.

لن يحصل الحوثي على ما يريده من هجماته المتكررة، ولن يجد بمجاميعه المتهورة إلا محارق الموت، وما تحرير الحديدة إلا مسألة وقت فرضها استوكهولم ولن تدوم طويلاً، فلا مناص من أن تعود الحديدة إلى رحاب الجمهورية تليها صنعاء وصعدة، ذلك عهد الأبطال في ميدان القتال وقد كتبوه بدمائهم وأجساد رفاقهم الشهداء.