محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

صوت المعركة.. من صحراء مأرب إلى الساحل الغربي

Wednesday 07 October 2020 الساعة 03:37 pm

تعظيم لروح المعركة التي تنشد الضوء على مُحيا جبال صنعاء، وتعظيم لتلك الأصوات التي تصدح بالتهليل وهي تذرف دمها في محراب الكرامة وكأنها تمنح صوتها للبعث من جديد في أرواح الناس المُتعبة من وعثاء مخالب وأسمال عملاء عمائم إيران، نداء الساحل يجيبه صداه في صحراء مأرب، رجال نذرت الروح لواحدية المعركة والهدف. 

تكتسي المعركة حلّتها الجديدة بعد الوعيد والتهديد الذي أطلقه عملاء طهران باكتساح مأرب قبيلة تلو القبيلة ومنطقة تلو الأخرى، وكأنها أرض أُحلت لهم من السماء دون أبنائها، لكن القبائل جعلتها عليهم محرمة بالشرع وبالدم، ثم يأتي التحشيد والتصعيد في الحديدة في محاولة لكبح اليأس والهزيمة التي أطعمتهم الصحراء وأثخنها عليهم الساحل الغربي. 

لون المعركة التي تمتد من الصحراء المأربية وبمعزوفة القبائل، إلى الساحل الغربي حيث الانعكاس الكامل لذلك اللون الواحد لواحدية المعركة والمصير، إنها حالة انتشاء للعودة نحو التحرير وإسقاط العمامة السوداء التي تغطي وجه صنعاء وما حولها ونصف الحديدة وقليلا من مأرب، ولا رغبة لرجال الأنشودة الجمهورية في وقف المعركة إصغاءً لأصوات دولية تخاف على عميل إيران من الهزيمة.

الاحتدام الكبير لهذا الإكبار الذي صنعه رجال المقاومة في الساحل الغربي وقبائل مأرب، في نفوس الناس، أدركته جماعة طهران في صنعاء، ورأته في أعينهم حالة من الانتظار لإسقاط النصال المغروزة في قلوبهم، وأدركت ايضاً حالة تفاقم ثبات الإيمان بالقدرة على اكتساح هؤلاء البرابرة الذين لا يدينون بالولاء لليمن ولا للجمهورية.

يمكن مع هذا الصوت الواحد للمعركة أن يشمل كل مناطق المواجهة، وأن لا يتوقف على جبهة أو جبهتين، هو صوت ضد عدو واحد لا غيره، يخيم في صنعاء ويأخذ الخراج من كل مناطق اليمن، لا يمكن أن يتجاهل هذا التحشيد الكامل لروح المعركة إلا من يخاف أن يحبط عمله وتعاونه ومصالحه مع عملاء إيران. 

تنبعث الروح من جديد وتستيقظ البنادق بعيداً عن غرف فنادق الرياض، لا يمكن للعين التي تغفو على الفراش الوثير في تلك الفنادق أن تكون مؤتمنة على حماية الوطن والأرواح، ولا يمكن أن تكون تلك الغرف متاريس للدفاع عن الجمهورية والشرعية، وقد رأينا ذلك وشهدنا هزائم من قاتلوا في الأحلام لا على الأرض.

نرى الفرق الكبير والنصر المؤزر الذي صنعته القبائل المأربية وحراس الجمهورية في الساحل، لأن الأعين كانت بالمرصاد ومفتوحة ترقبُ أي تحرك للعدو وتصطاده بكل سهولة، ولأن المتاريس بيوت المقاتلين الأبطال تحرس اليمن كل اليمن، ولأن المعركة تحمل قيمة وطنية لا مجدا شخصيا أو حزبيا، فكان الصمود والنصر، وكان الانكسار والذل لعملاء طهران.