أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

غبار التاريخ لن يهزم الحوثي

Thursday 26 November 2020 الساعة 03:38 pm

‏لم يكن اليمني بحالٍ حسن، فقد كان يعيش تحت خط الفقر كثير من النّاس، كان هناك البطالة ومستوى التعليم والنظام الصحي المتدني وغيرها الكثير من المشاكل.

‏ولما حلمنا بالأفضل رأينا كل شيء من حولنا يحترق، سعينا للمدنية فجاءت المليشيات وطمعنا بالحداثة فازددنا تخلفاً، وللسلام فجاءت الحرب مدمرة ترسم الخراب في شوارع المدن وفي وجوه النّاس.

في 2015 كنت على سقف العمارة أتوضأ للصلاة يوم أن قُصفت بطاريات الصواريخ في بير فضل على ما أتذكر كان لون السماء برتقالياً، لم أكن خائفاً بقدر ما كنتُ محبطاً، فلون النّار وثرثرة الخطيب بالجامع وحديث الطائفية كلها أشياء كانت تعزز السيناريو العراقي في رأسي وتجعل فكرة الموت فكرة ليست سيئة مقارنة بفكرة الحياة القادمة التي يصورها النّاس من حولي.

‏فالكل لديه مشروع استئصالي تطهيري وعرقي، تفاجأت وأنا الذي انزويت بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من خمس سنوات، تفاجأت عند فتح حساب لي في تويتر بالشيء الذي لم أكن أظن أنه موجود، فلم أكن لأظن انني سأجد المؤرخين أو من يدعون المعرفة بالتاريخ أكثر دموية ووحشية ولديهم فكرة مريضة عن الكيفية التي سيقتلون بها الآخر أكثر من أولئك الطائفيين.

‏أحد هؤلاء، قام بالرّد على إحدى التغريدات لأحد أعضاء جماعة الحوثي الإرهابية، رد عليه بتعليق إرهابي مماثل صادر فيه هوية كثير من أبناء اليمن بحجة النسب والعرق والدم (وهو عرّاب فكرة استئصال طائفة من النّاس وحرقهم) ليتحول عضو الجماعة الحوثية المصنف متطرفاً، حسب رأي كثير من النّاس، لواحد من صنّاع الحياة في عيون كثير من الذين رأوه واقفاً بجانب ذاك المؤرخ أو المثقف أو الذي لا أدري صفته.

لهذا أقول ليس فقط الزنبيل من يقف مع المشروع الحوثي إلى جانب فشل الشرعية المريضة، بل إن هناك أشياء وعوامل كثيرة ساهمت في ترجيح كفّة الجماعة يوماً بعد آخر، فغبار التاريخ عندما يكون وسيلة المؤرخ في حربه عوضاً عن التاريخ نفسه فإن المكانس كافية لإبعاده وتبقى البندقية هي من ترجح كفّة الحرب عندما تتساوى وتضمحل الأفكار.