فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

سفاحان في يوركشايروأنجليس.. فأين الثالث؟

Wednesday 13 January 2021 الساعة 05:44 pm

سفاح يوركشاير، الذي ينسب إلى مقاطعة يوركشاير في شمال المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، قتل 13 امرأة، ونجت من قبضته 9 أخريات بينما كان يتفنن في أساليب الإجهاز عليهن.. بدأ مهمة قتل النساء في العام 1975، وزعم أنه كان يقوم بذلك بناءً على أوامر يتلقاها من السماء.. اسمه بيتر سوتكليف، شاب حرفته الأصلية حفر القبور، ثم غيرها إلى قتل النساء، ولم تتمكن منه الشرطة البريطانية، إلا في منتصف العام 1979 بعد أن كونت أربع فرق من رجالها الذين يرتدون زيا مدنيا، لترصده وملاحقته، واستغرقت هذه العملية ربع مليون ساعة، واستجوبت الشرطة 140 ألف شخص بشأنه، ثم تمكنت منه عقب آخر جريمة ارتكبها في 25 يونيو 1979 حيث اعتقل في ذلك اليوم أثناء المطاردة، وحوكم وصدر بحقه 20 حكماً ينص كل واحد منها على السجن المؤبد.. أما أشهر سفاح في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، فهو الملاكم السابق صمويل ليتل، قتل ثلاث نساء في لوس انجليس، خلال الأعوام 1987-1989، فعوقب بثلاث عقوبات سجن مؤبد، وخلال وجوده في أحد سجون ولاية كاليفورنيا أقر قبيل وفاته أنه قتل ثلاثا وتسعين امرأة.. لكماً وخنقاً آخرهن في العام 2005، أي قبل سبع سنين من القبض عليه، وقد بحث المحققون في المباحث الفيدرالية اعترافاته وتأكدوا أنه كان يقول الحقيقة، وأن جرائم قتل النساء تلك التي كانت تقيد ضد مجهول لم تعد كذلك بعد نوفمبر 2020، وهذا هو تاريخ وفاة السفاح الأميركي الهرم، وتبعه إلى الجحيم سفاح يوركشاير بعد شهر، ليس لهرم، بل لامتناعه عن تناول دواء ينقذه من كورونا.

لقد قتل سفاح يوركشاير 13 امرأة، وأثناء فترة سجنه اعترف من تلقاء نفسه أنه قتل التلميذة تريسي براون والسيدة تريسي براون، ليصل عدد ضحاياه 14 قتيلة، و9 مصابات.. وقتل سفاح أميركا 93 امرأة، ليبلغ إجمالي ضحايا السفاحين الشهيرين 107، خلال فترة عملهما التي استمرت أربعين عاماً!

في بلد ثالث هناك سفاح واحد فقط تمكن خلال ست سنوات من سفك وسفح دماء 220 امرأة على الأقل، أثناء مشاركته في السفاحة، وتسبب عدوانه في إصابة 244 امرأة، وخطف 23 امرأة، ما يزال مصير أكثرهن غير معروف، والقليل منهن تعرضن للاغتصاب قبل تجنيدهن في جهاز الصيد والقمع النسوي المسمى زينبيات.. كان سفاح يوركشاير في شبابه يحترف مهنة حفر القبور قبل أن يغيرها، بينما السفاح في البلد الثالث شب على العطالة، ثم احترف القتل وسكن الكهف، وكان سفاح يوركشاير يدعي تلقيه أوامر من السماء، وتحجج السفاح صمويل بالدعارة لكي يروي ظمأه للإجرام.. أما السفاح الثالث فيقتل النساء بمبررات تكركر الجمل، وتضحك النملة.. عذب زبانيته ختام العشاري داخل بيتها في مديرية العدين، حتى الموت، بجريرة أنها لم تكن تعلم في أي مكان سيكون زوجها في تلك اللحظة، وقتل أتباعه جهاد الأصبحي رمياً بالرصاص داخل منزلها بمديرية ردمان بدعوى أنها داعشية، وافتتح العام الميلادي الجديد بقتل خمس نساء بمديرية الحوك بالحديدة، لمجرد أن قدرهن التعيس ساقهن إلى صالة المنصور ليشاركن في زف عروس.. يقمع ويخطف ويسجن ويغتصب بدعوى أن هذه عميلة للعدوان، وتلك تفسد أخلاق الأسرة، والثالثة تاجرة مخدرات، والرابعة عفاشية، والخامسة بغي!

طاردت الاسكتلنديارد، وإم آي سكس، سفاح يوركشاير وقدمته للعدالة، ومثلها فعلت المباحث الفيدرالية الأميركية مع السفاح صمويل لتل، بينما ثمة جيش وطني في البلد الثالث قوامه مائتي ألف مقاتل أو يزيد، لم يثأر لامرأة واحدة، من السفاح، وشكل تحالف عربي على هذا السفاح الثالث فلم يفلح في القبض عليه، وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية السفاح وكبار مساعدي السفاح في قائمة الأشخاص المشمولين بالعقوبات، بموجب قانون ماغنيتسكي لدورهم في انتهاك حقوق النساء، وارتكاب جرائم تعذيب واعتقال تعسفي وانتهاك حقوق الإنسان، فلم يرتدعوا ولا ارتد كبيرهم، وفجر يوم الاثنين طلع مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي يعد السفاح وجماعته بيوم أسود يحل عليهم بتاريخ 21 يناير، فإذا بالعجزة يفخرون بما ليس لهم، والسفاحون يسخرون، والمنافقون يسفحون دموعهم على موت الإغاثة، أو قلقاً من التأثير السلبي للتصنيف، في الجوانب الإنسانية في بلد تراق دماء نسائه وأطفاله بالجملة والمفرق دون مغيث.