القلق والتخوفات من تحول المعركة إلى مرحلة جديدة تتعاظم فيها إيرادات الحوثي، هو من باب الاستعداد الكامل للمواجهة، والعمل على خطط أكثر واقعية ومنطقية لحصد الانتصار وإعادة الحوثي صفر اليدين من مأرب التي يسيل لعابه عليها كما "الإخوان".
خرج عيدروس الزبيدي رئيس "الانتقالي الجنوبي" يدلي بتخوفاته التي يرى في سقوط مأرب خطراً يقرع باب الجنوب مرة أخرى ومن زاوية أكثر تمدداً من هجوم الحوثي الأول على عدن، ولم تكن تلك التخوفات اعتباطاً نابعة من ضبابية المشهد، بل هي نتيجة الحس السياسي الذي يشعر بالخطر في مؤشراته التي تتمحور في معركة مأرب.
بعيداً عن التوجهات السياسية "للانتقالي" فإنه ينظر إلى الحوثي خطراً قائماً وسيبقى ما دام يسيطر على صنعاء، سواءً استطاع الانتقالي أن يحقق مطالبه "الانفصال" أو وافق على دولة فيدراليه، فإن الجنوب لن يفلت من جرائم وإرهاب العودة لاحتلاله مرة أخرى من جماعة الحوثي أو "الإخوان" ولذلك لا يمكن أن يقبل بحوار مع جماعات هو يعرفها بخداعها ومكرها الدائم.
لم يخطئ "عيدروس" بتصريحاته، ولم يكذب في توجهاته ضد جماعة الحوثي الإرهابية، فقد شعر بالقلق على مأرب بكل صدق، في الوقت الذي تنساق ماكنة الإعلام الإخوانية بعيداً عن مأرب، وكان الأحرى بها أن تتطرق إلى نزلاء فنادق الرياض بالرتب العسكرية تتابع تطورات المعركة دون أن تشعر بأي مسؤولية.
بُهت الإخوان من قافلة غذائية دعماً للمقاتلين في مأرب قادمة من الساحل، وخرجوا يولولون بأن مؤامرة على مأرب، ولا أحد يعرف أين المؤامرة التي خاف منها الإخوان، ووقفوا ضد أي موافقة لمشاركة القوات المشتركة للقتال في مأرب، ولا أحد يعرف لماذا يصرون على أن يدخل الحوثي ويبتلع القبائل وثروات المحافظة.
رفضوا أن تتشكل مجاميع لأعضاء "المؤتمر" من أبناء مأرب، تقوم بمهام قتالية دفاعاً عن مأرب، وقف الإخوان ضد أي محاولة لإعادة صفوف المؤتمريين، وها هم الآن يرفضون تخوفات "الانتقالي" وقوافل الدعم من الساحل الغربي، ويرفضون في نفس الوقت مساندة القبائل ومنع سقوط مأرب بيد الحوثي.. كيف يفكر هؤلاء!!
أمام الإخوان فرصة ليثبتوا أنهم لا يتواطأون مع الحوثي، فرصة لإثبات هزلية تخوفات "عيدروس" من سقوط مأرب، وفرصة لإثبات عدم حاجة مأرب إلى مقاتلين أو قوافل دعم قادمة من جبهات الساحل الغربي، هذه الفرصة هي بانتشال مأرب من مخالب الحوثي وإعادته إلى صعدة مجروحاً بكبريائه وغروره، ورغم هذه الفرصة لن يستطيع الإخوان تقديم شيء لليمنيين غير الفساد والخذلان.