كانت معركة الحديدة بين المقاومة الوطنية (القوات المشتركة) وذراع إيران في اليمن واحدة من أهم المنعطفات التي ستحدد مسار ومستقبل المعترك الراهن بين طرفين يقفان على النقيض من مصير البلد ومصالح الشعب، غير أن أطرافًا محلية وإقليمية ودولية أرادت غير ذلك وهي معروفة بالاسم والصفة.
تلك القرارات كانت نتيجة لأسباب عديدة منها الثأر بأثر رجعي من حزب المؤتمر الشعبي العام وقيادته التي ضحت حين قررت مواجهة الحوثي دون أي غطاء لتسجل موقفًا فارقا في الصراع السياسي الذي اجترحته قوى 2011 دون إدراك للمآلات.
الأمر الآخر تخوف قوى محلية من الأداء الرجولي والمنظم للقوات المشتركة وتضحياتها أمام مليشيا الحوثي والحماس منقطع النظير الذي كان دافعا إلى دحر ذراع إيران من مناطق عدة في فترة وجيزة.
لقد كان اتفاق استكهولم بمثابة المسمار الأخير الذي تم دقه في آمال ملايين الناس التي كانت تنتظر بصبر مآلات مختلفة ستنتج عن هذه المعركة.
اليوم أبناء مديريات الحديدة يتعرضون للقصف العشوائي وزراعة آلاف الألغام ناهيك عن قصف المصانع والمزارع وقنص المدنيين.
إذًا الجميع من أبناء اليمن باستثناء السياسيين الذين يديرون الديبلوماسية الباردة من فنادق خمسة نجوم معنيون بما تحاول أن تذهب إليه مليشيا الحوثي من طمس الهوية وفرض واقع ثقافي واجتماعي مريب يتجاوز كل الحريات والاستحقاقات البديهية التي كانت نتيجة جهد واسع منذ العام 82م مرورا بقيام الوحدة وما تلاها من انتخابات رئاسية ونيابية ومجالس محلية ومحافظين.
إضافة إلى الواقع الذي تفرضه قوى إقليمية ودولية دون عمل اعتبار للحالة الإنسانية والوضع الاقتصادي وانتشار الأوبئة وتوقف رواتب الموظفين والخدمات الضرورية وأزمات المشتقات النفطية وأسعارها الجنونية التي تقررها قوى صنعاء دون مراعاة لأبسط الظروف.
وبرغم أن هناك قوى تتحرك بمسؤولية وتسعى جاهدة إلى فرض السلام بشروط تعود على مستقبل البلد المحفوف بالمخاطر بالأمن والاستقرار إلا أن ثمة معركة ضرورية لم تبدأ بعد وهي من ستحدد مجريات ونقاط عديدة خاصة وأن مليشيا الحوثي متعنتة وغير قابلة بأي تسوية ما لم تكن هي الحاكم الفعلي للبلد.
وأخيرا يمكن القول إن مبعوثي الأمم المتحدة بما فيهم مارتن جريفث تعاملوا مع القضية اليمنية بصورة مفضوحة. فخلال ثلاث سنوات تم التمهيد أكثر لتمدد المليشيا وانهاك البلد بلقاءات ومشاورات لم تقدم أي نتائج ناجعة، ولم يستطيعوا إخراج ولو 10% من المعتقلين.
وعليه، فإن الآمال معقودة على الرجال المخلصين الذين هدفهم إعادة البوصلة إلى مسارها الطبيعي وكشف كل المخططات التي تدور في فلك المشاريع المذهبية والعنصرية. ومحاولة رفع اليمن من تحت البند السابع وانتشاله من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.