ما فعلته الجماعة الحوثية بحق الرئيس هادي لا يجوز.. رئيس مريض، رئيس مشرد ببلاد الغربة، رئيس معول يا رحمتاه، يكدح منذ سنوات ليجمع له وللعيال قرشين، فجاءت له الجماعة من مأمنه، فاستحوذت على أرصدته في بنك التضامن الإسلامي بصنعاء.
يقول الخبثاء إن الرئيس هادي قد نسى أن لديه ودائع بنكية في صنعاء، ولا يذكر إلا التي في البنك الأهلي السعودي، وبنك في الكويت ليس بالشيء الكبير، وهذه دعايات مغرضة.. رئيس البلاد لا بد له من هيبة لدى شعب طالما قال الرئيس هادي إنه هو الذي أخرجه من عهد التخلف إلى جيل جديد!!
هذا الشيخ الباقوري، وهو من زعماء جماعة الإخوان المسلمين، قال للرئيس محمد أنور السادات إن صحفه المعرضة التي تسخر من الرئيس المؤمن قد وقعت في المحظور، إذ قد قال السلف الصالح إن السلطان إذا ركب بغلة، وكان ذنبها مقطوعاً، فلا يجوز السخرية منها، فمن باب أولى لا يجوز السخرية من السلطان الذي يركب البغلة.. فلا تجوز السخرية بالرئيس هادي بتاتاً، فما بالكم عندما تكون هذه السخرية في وقت نكبة؟
الرئيس عبد ربه منصور هادي فتح محفظة بنكية وحسابين بنكيين جاريين لدى بنك التضامن الإسلامي أيام كان رئيسا في صنعاء، وأودع 31 مليارا، و289 مليونا، و623 ألفا، و900 ريال يمنيا، في المحفظة البنكية، و646 مليونا، و221 ألفا، و984 ريالا سعوديا في حساب جار لدى البنك نفسه، إضافة إلى 907 ملايين، و722 ألفا و643 ريالا يمنيا، أودعها في حساب جار آخر.
لقد جلدته الصحافة في العام 2012 بجريرة أنه استحوذ على مساعدة مالية مقدارها مليار ريال سعودي، قدمها الملك عبد الله بن عبد العزيز للشعب اليمني.. لكن، والحق يقال، تبين أن هادي لم يأخذ من المليار السعودي سوى ثلثين، وترك الثلث الثالث للشعب اليمني، جريا على العرف اليمني: ثلثين بثلث كما قال استاذنا سامي غالب.
قبل أيام قام الحارس القضائي الذي عينته الجماعة الحوثية يطلب من النيابة العامة أمرا لمدير بنك التضامن الإسلامي يقول له ورد أموال هادي المذكورة في المحفظة والحسابين الجاريين إلى الحساب الخاص لدى البنك المركزي اليمني بصنعاء، لأن هناك حكما قضائيا قد قضى بإعدام عبد ربه ومصادرة أمواله الثابتة والمنقولة.. ولأن البنك غير قادر -كما سمعنا وقرأنا- في الوقت الحالي على تحويل مبلغ ضخم كهذا، قامت الجماعة الحوثية بالحجز على ممتلكاته، وهذه خسارة ماحقة أخرى سوف تلحق بمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، فهي صاحبة البنك المذكور، وللبنك أيضا فروع في محافظات لهادي فيها نفوذ، فيا للحيرة!
رئيس كسب نحو 45 مليار ريال خلال عامين في صنعاء، فهل مبلغ كهذا كثير على رئيس جمهورية شرعي مثل فخامة المشير الرئيس عبد ربه منصور هادي؟ لا.. إنه قليل.. ومع ذلك قد يسلب الحوثيون هذا المبلغ منه، فاشبعوا شماتة أيها المغرضون.. لكن هيهات، هيهات، ففي حذاء عبد ربه ما يرد المسامير.. للرئيس هادي استثمارات خارج البلاد يشاركه فيها كبار رجال الأعمال، بل يشاركه فيها بنك البنوك نفسه، وله ودائع في بنوك المشارق والمغارب لا يصل إليها حوثي، ولا موثي، ولا صالح مسفر، ولا عبد الحكيم الخيواني، ولا أم الجن حتى، ولو صرف الرئيس هادي قدر ما ينفقه بيل جيتس للجياع والمرضى في قارة إفريقيا، لبقي مع الرئيس هادي ما يكفيه ويكفي العيال مدة مائة سنة قادمة.
يا أيها الموتورون.. أو المتوترون بلغة الرئيس هادي.. بدلاً من اتخاذ تلك الأموال المصادرة مدخلاً للتشهير بالرئيس، بما يسر خاطر الجماعة الحوثية، كان يتعين عليكم التضامن مع رئيسكم.. تضامنوا معه مهما كان لصا ونصابا وفاسدا ومحتالا، ففي النهاية هو رئيس شرعي.. هو الشرعية على أصولها وفصولها.. وكان يتعين الدفاع عن الملكية الخاصة، فهي عنوان أي دولة تحترم نفسها.