محمد عبدالرحمن
"المقاومة الوطنية" و"المجلس الانتقالي".. الأمل الوحيد
في المعركة المصيرية التي يخوضها المجتمع في الشمال والجنوب في محاولة لاسترداد بقايا أثر للحياة بعد أن سلبتها جماعة الحوثي، ولعبت بها جماعة الإخوان تعنتاً وغروراً، يتوجب على كل من لا يزال همه الخلاص من براثن الإمامة وتكفيرية الإخوان وسكاكينهم، أن يبحث عن الوسائل والإمكانات المادية وغير المادية لاستخدامها في المعركة وتوجيهها في المسار الصحيح والسليم.
العلاقة القوية بين المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي هي الآن الأمل المتبقي من غبار المعركة لاستعادتها وتوجيهها نحو صنعاء واستعادة الدولة، وتوطيد هذه العلاقة سوف يحسم كثيرا من الارتخاءات والتخاذل الذي لحق بالمعركة جراء سياسة الإخوان التي استخدموها لتمييع أهدافها وسلبها إمكانياتها لأهداف شخصية ولمآرب متصلة بأجندات خفية لدول أخرى تحمل بذرة الشر لليمن منذ سنوات طويلة، وسوف تعزز هذه العلاقة في استرداد ثقة المواطن في الشمال والجنوب بتحقيق أهداف المعركة واستعادة ما سُلب منهم في دولتهم وحياتهم وحقوقهم وحتى أحلامهم التي تم تدجينها بين الإمامة والخلافة، وبين الخرافة والظلامية.
استخدم طارق صالح سياسة "واحدية المعركة والمصير" وهي نفس السياسة التي اتّبعها المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته لا تزال تقارع جحافل الإمامة في الضالع وتشترك مع المقاتلين في الساحل الغربي، هذه السياسة كان لا بد لها أن تتصل بغرفة عمليات واحدة تجمع الطرفين منذ وقت مضى، إلا أن محاولات الطرفين في استجداء قيادات الشرعية الإخوانية في اتباع نهج وأسلوب جديد في المعركة يصب في تغيير مسارها نحو الانتصار واستعادة صنعاء، كل محاولة باءت بالفشل وقوبلت بتعنت إخواني مستميت في الاستمرار على نهج "معركة وهزيمة" وتوجيه بوصلة المعارك نحو الجنوب "المحرر أصلاً".
الآن وقد والمعركة في موقف خطير والوضع أصبح لا يطاق، يعتبر توطيد العلاقة بين المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية مؤشراً قوياً وسوف يصبح حاسماً حال تُرجمت مخرجات هذه العلاقة ونتائجها إلى الواقع، ولا بد لها أن تتشكل على شكل مخرجات منطقية وواقعية تستعيد الأمل المفقود شمالاً وجنوباً، ويعتبر بداية في الطريق الصحيح والسليم لإعادة الاعتبار للشرعية وما فقدته من مشروعية في الذهنية المجتمعية للمواطنين بعد خذلان وتخاذل طيلة سبع سنوات من الحرب بدون نتيجة.
بداية صحيحة في نهايات المطاف الحربي، وبداية قوية يجب أن تنعكس على الواقع في أقرب وقت ممكن، تبقى الأهداف المشتركة هي الفيصل للطرفين في تحقيقها، والعمل على تجنيب أي أهداف لا يمكن تحقيقها إلا بعد انقشاع وزوال الظلام المخيم على صنعاء واستعادة روح الشرعية من لوثة جماعة الإخوان والقيادات الفاسدة.
ابتدأ المشوار وبوارق تلوح في أفق المعركة، بنادق شمالية وجنوبية وأهداف واحدية، واستمرار في اجتراح النصر واستبقاء الأمل في تقدم ملوس يمكن أن تنجزه واحدية الممشى والتوجه والخطط بين المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، فلا غير هذين الطرفين لديهما شعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهما ويبذلان الجهد من أجل توحيد المعركة وإصلاح الخراب والفساد الذي لحق بالشرعية بسبب جماعة الإخوان.
المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي بتوحيد الجهود وتطوير العلاقة بينهما سوف يحققان المستحيل، ولا يقف أمامهما أي عائق يمكن أن يمنعهما من تغيير وِجهة ومسار المعركة، هما على الأرض وفي الميدان بمقاتليهما ينزّان من على جبينيهما العرق، وتنزف من أجسادهما دماء نقية ترسم لوحة عجيبة من التضحية والفداء، من ينظر إليها يرى فيها الشرعية الحقيقية في الميدان يجب عليها أن تتوج نفسها بالنصر الشامل.