حماس" تختار "السنوار" خلفاً لـ"هنية".. وأذرع إيران تسارع للمباركة
العالم - Wednesday 07 August 2024 الساعة 04:19 pmأعلنت حركة "حماس" اختيار رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار، رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل أيام.
وقالت الحركة، في بيان مقتضب، نشرته مساء الثلاثاء: "تعلن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية".
وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية، في حين كانت الترشيحات تدور في فلك عدد من قادتها على رأسهم: خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادي محمد إسماعيل درويش.
وجاء قرار حماس باختيار السنوار -المحاصر والمطارد في قطاع غزة- مفاجئاً لإسرائيل. حيث يرى الكثير من الخبراء والمحليين أن الاختيار هو بمثابة رسالة وتحدٍ لإسرائيل التي تضع الرجل رقم واحد في قائمة المطلوبين لديها. مضيفين بحسب ما نقلته "الشرق الأوسط": "هذه رسالة تحدٍ لإسرائيل. فإذا كانوا يعدّونه خطيراً ودموياً وإرهابياً ويجب قتله، ها هو جاءهم خلفاً للشهيد هنية، الدبلوماسي المرن الذي اغتالوه بأيديهم".
ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.
وأمضى زعيم حماس الجديد 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة "الإرهابيين الدوليين" الأميركية.
مباركة أذرع إيران
من جانبها سارعت أذرع إيران في المنطقة بينها "حزب الله" في لبنان، وميليشيا الحوثي في اليمن، إلى مباركة هذا القرار الذي كان مفاجئا للفلسطينيين أيضاً.
وقالت الميليشيات الحوثية على لسان رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، إنهم يباركون اختيار يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس، لإكمال المسيرة والجهاد ضد العدو الإسرائيلي على حد تعبيره. مضيفاً: "إن تعيين السنوار من داخل غزة، يؤكد للعدو الإسرائيلي والأمريكي، صلابة المجاهدين في غزة وتوحدهم وإصرارهم على مواصلة الجهاد والصمود حتى تحقيق النصر".
من جانبها هنأت ميليشيا "حزب الله"، السنوار بتوليه المنصب الجديد، وأكدت أن اختياره "رسالة قوية لإسرائيل وحلفائها بأن الحركة موحدة في قرارها".
ورأت ميليشيا "حزب الله" في بيان لها، أن اختيار السنوار "الموجود في الخنادق الأمامية للمقاومة... هو تأكيد على أنّ الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها".
تعليق أميركي
وعقب تسمية "حماس" لرئيسها الجديد جاء الرد الأميركي سريعاً على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالتقليل من أهمية القرار بطريقة غير مباشرة.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده: "اختيار السنوار يؤكد حقيقة واحدة مفادها أنه كان له الدور الحاسم في تحديد ما إذا كانت الحركة ستدعم وقف إطلاق النار في غزة أم لا، في إشارة إلى المفاوضات التي كانت تجري خلال الأشهر الماضية مع إسرائيل بوساطة أميركية مصرية وقطرية".
وقال بلينكن: "لقد كان ولا يزال صاحب القرار الأساسي في ما يتعلق بمفاوضات وقف النار.. ويقع على عاتقه بالتالي الآن أيضا أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدمًا في الهدنة".
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس السنوار، تعليقا على تعيينه رئيسا لحماس بـ"الإرهابي الكبير". وحث في تغريدة على حسابه في منصة إكس إلى محوه وتصفيته، كاتباً: تعيين يحيى السنوار زعيماً جديداً لحركة حماس، خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض.