اتفاق جديد لاستئناف مشروع مياه الشيخ زايد في تعز وسط أزمة عطش غير مسبوقة
السياسية - منذ 5 ساعات و 28 دقيقة
وقّعت السلطة المحلية في محافظة تعز اتفاقًا جديدًا مع اللجان المجتمعية في مديرية جبل حبشي، لاستئناف العمل في مشروع مياه الشيخ زايد بن سلطان، بعد سنوات من التوقف والتعثر، في خطوة وصفت بأنها ضرورية لإنقاذ المدينة من أزمة مياه خانقة دخلت شهرها الخامس.
وجرى التوقيع على الاتفاق مع اللجان المجتمعية في عزلتي ميلات بلاد الوافي ووادي علي بني عيسى، ويتضمن تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، التي تشمل حفر آبار ارتوازية بتمويل إماراتي، وبدعم مباشر من عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبدالله صالح.
وأكدت بنود الاتفاق على معالجة الأسباب التي تسببت في تعثر المشروع خلال الفترة الماضية، عبر التزام السلطة المحلية ومؤسسة المياه بتنفيذ الإجراءات المحددة دون مماطلة أو تأخير، مع ضمان الشفافية والتنسيق الكامل مع المجتمعات المحلية المستفيدة.
ويأتي هذا التطور في ظل أزمة مياه غير مسبوقة تشهدها مدينة تعز منذ أكثر من أربعة أشهر، حيث انعدمت مياه الشرب في معظم الأحياء، وسط مناشدات شعبية للسلطات والمنظمات الدولية بسرعة التدخل لتدارك الوضع الإنساني المتفاقم.
ويُعد مشروع "الشيخ زايد" أحد أكبر مشاريع المياه في تعز، وأُعلن عنه في مارس/آذار 2023 في منطقة طالوق – الضباب، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة تصل إلى 10 ملايين دولار. ويهدف المشروع إلى حفر 10 آبار ارتوازية وإنشاء 3 خزانات تجميعية بسعة إجمالية تصل إلى 15 ألف متر مكعب، إضافة إلى منظومة تشغيل وضخ تعمل بالطاقة الشمسية، ومبنى تحكم، وخط أنابيب بطول 12 كيلومتراً لنقل المياه إلى المدينة، بمعدل ضخ يومي يُقدّر بـ7 ملايين لتر.
ويُنظر إلى استئناف المشروع على أنه بارقة أمل لسكان المدينة المحاصرين منذ سنوات، والذين يعانون من شح المياه وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وسط تدهور البنية التحتية وانعدام الحلول المستدامة.
وكانت السلطة المحلية قد وقعت في وقت سابق اتفاقًا مشابهًا مع أهالي مناطق الضباب، وبرداد، وطالوق في مديرية صبر الموادم، ضمن مراحل تنفيذ المشروع، لكن تلك الجهود تعثرت لاحقًا بسبب عراقيل إدارية وتقنية.
ويأمل السكان أن يُترجم الاتفاق الأخير إلى خطوات ملموسة على الأرض، بعيدًا عن الوعود المؤجلة، لتأمين مصدر مياه مستقر ومستدام لأكثر من نصف مليون نسمة في تعز.
وجاء توقيع الاتفاق بعد أيام من تصريحات حادة أطلقها وكيل محافظة تعز، الشيخ عارف جامل، دعا فيها محافظ المحافظة نبيل شمسان إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الأمنية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد من وصفهم بـ"المعرقلين" لمشروع مياه الشيخ زايد، الذي قدمه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح.
وقال جامل، في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "من المعيب والمخزي أن يكون هناك مشروع إسعافي سيسهم في التخفيف من حدة أزمة المياه الخانقة، بينما يُعرقل المشروع من أطراف داخلية في ظل صمت مريب". واستغرب استمرار عرقلة حفر الآبار في جبل حبشي، رغم اللقاءات الرسمية التي جمعت طارق صالح بمحافظ تعز والشيخ صادق الضباب وعدد من المختصين، والتي انتهت إلى اتفاق على بدء حفر ثلاث آبار ارتوازية.
وحمل وكيل المحافظة السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ المحافظة ورئيس اللجنة الأمنية، المسؤولية الكاملة عن تنفيذ المشروع، مؤكدًا أن تقاعسها أو صمتها يجعلها "جزءاً من المعرقلة"، في ظل ما تمر به المدينة من معاناة إنسانية غير مسبوقة.