إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب اليمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزورة
السياسية - منذ 7 ساعات و 25 دقيقة
أعلنت الشرطة الإسبانية، الاثنين، عن تفكيك منظمة إجرامية دولية يُشتبه في إدارتها عمليات تهريب مهاجرين يمنيين إلى المملكة المتحدة وكندا، باستخدام جوازات سفر مزورة وبطاقات صعود إلى الطائرة مزيفة، ضمن شبكة تهريب معقدة تنتشر عبر عدة دول أوروبية.
وذكر بيان صادر عن الشرطة الوطنية الإسبانية أن التحقيقات بدأت في سبتمبر/أيلول 2024، بعد تلقي السلطات بلاغًا من وكالة خدمات الحدود الكندية حول تكرار محاولات دخول مواطنين يمنيين إلى الأراضي الكندية عبر مطارات إسبانية باستخدام وثائق سفر مزورة.
أظهرت التحقيقات أن المهاجرين كانوا يحصلون أولًا على بطاقات لاجئين في اليونان، ثم يسافرون إلى مطارات أوروبية مختلفة، حيث يستلمون من عناصر الشبكة جوازات سفر مزورة وبطاقات صعود إلى الطائرة تخص مسافرين آخرين. وكان أحد أفراد الشبكة يحجز الرحلة باستخدام بياناته الفعلية، ثم يسلّم المهاجر تلك الوثائق في صالات الترانزيت الدولية. وتمكّنت الشبكة من تنفيذ أكثر من 40 عملية تهريب بهذه الطريقة، مقابل رسوم وصلت إلى 3000 يورو لكل مهاجر.
وأفادت الشرطة بأنها نفذت ثلاث مداهمات متزامنة في مدريد وبلدتي سانتونيا وتوريلافيغا في إقليم كانتابريا، وأسفرت عن اعتقال 11 شخصًا، بينهم زعيم الشبكة، موزعين على مقاطعات خيخون (6)، وكانتابريا (4)، ومدريد (1). وخلال المداهمات، تمت مصادرة 10 هواتف محمولة، وجواز سفر مزور، ووثائق متعلقة بحجوزات السفر، وبيانات تحويلات مالية استخدمتها الشبكة لتمويل عملياتها.
كشفت الشرطة الإسبانية أن التحقيقات جرت بالتعاون مع أجهزة أمنية من دول أوروبية عدة، من بينها سويسرا، ألمانيا، فنلندا، أيرلندا، والنمسا، بالإضافة إلى دعم فني من "اليوروبول"، الذي وفّر محللين جنائيين ساعدوا في فحص البيانات الرقمية، وتحليل محتوى الهواتف المصادرة.
وأكدت الشرطة أن الشبكة كانت تعتمد على تقنيات عالية لإخفاء أنشطتها، بما في ذلك استغلال التطبيقات الإلكترونية في تنسيق عمليات السفر، وتزوير التذاكر، وإخفاء الهويات الحقيقية للمهاجرين خلال إجراءات الصعود إلى الطائرات.
ويُعزى تصاعد الهجرة اليمنية غير النظامية نحو أوروبا إلى التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي الناتج عن الحرب المستمرة في اليمن منذ 2015، حيث بات كثير من اليمنيين يسلكون طرقًا محفوفة بالمخاطر بحثًا عن اللجوء أو الفرص في الخارج.
ودعت منظمات دولية مرارًا إلى تعزيز الرقابة على شبكات التهريب التي تستغل معاناة الفارين من مناطق النزاع، وتوفير بدائل آمنة وقانونية للهجرة، خصوصًا للفئات الأكثر ضعفًا.