محافظ حضرموت ردًا على دعوات رحيله: التغيير لا يحتاج إلى تظاهرات بل لقرار جمهوري

الجنوب - Sunday 10 August 2025 الساعة 10:17 pm
المكلا، نيوزيمن:

في ظل تصاعد الدعوات الشعبية المطالِبة برحيل السلطة المحلية، على وقع موجة التظاهرات التي اجتاحت مدن حضرموت خلال الأسابيع الأخيرة، خرج محافظ المحافظة، مبخوت مبارك بن ماضي، برد مباشر محذرًا من الانجرار وراء ما وصفها بـ"دعوات الفوضى" التي تهدد مقدرات المحافظة. 

وقال بن ماضي مخاطبًا أبناء حضرموت: "لا تسمحوا لأي دعوات تدعو إلى الفوضى أن تفقدكم مقدراتكم وتدمر ما تم بناؤه بجهد وعرق، الأوطان باقية والأشخاص زائلون"، مؤكدًا أن تغيير السلطة المحلية – إن قُدّر له – لن يكون عبر الشارع، بل بقرار جمهوري سيتم الالتزام به فورًا "كرجال دولة يحرصون على الأمن والاستقرار".

وشدد محافظ حضرموت، رئيس اللجنة الأمنية، وفي كلمة ألقاها الأحد بمدينة المكلا خلال ترؤسه اجتماعًا للقيادات الأمنية والعسكرية على ضرورة توحيد الصف والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وأكد بن ماضي أن حضرموت "ليست مجرد أرض، بل كيان حي يعيش فينا، وهي ملك لجميع أبنائها"، داعيًا إلى حماية بنيتها التحتية وعدم السماح بالعبث بها. 

وأشار المحافظ إلى أن فتح الطرق المقطوعة من قبل الأجهزة الأمنية لا يعني وقوف السلطة ضد المواطنين، بل يأتي لمنع اتساع دائرة الفوضى وتعطل مصالح الناس. وأكد أن السلطة المحلية واجهت تحديات كبيرة، أبرزها توقف تصدير النفط وتراجع الموارد، ومع ذلك وضعت نصب عينيها تنفيذ مشاريع حيوية واستراتيجية، خاصة في قطاع الكهرباء، لكنها تعثرت بسبب الظروف الراهنة.

ووجه بن ماضي عدة رسائل، أبرزها إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية طالبًا الدعم الكامل للسلطات المحلية التي تحافظ على هيبة الدولة ومؤسساتها. مشيدًا بالخطوات الإصلاحية وداعيًا لمساندة سلطته لإحداث تغيرات تنموية فعالة. كما دعا الأحزاب والمكونات السياسية إلى توحيد الصفوف وتغليب مصلحة حضرموت على المصالح الضيقة، وحث التحالف العربي على دعم الخدمات الأساسية والحفاظ على منجز الأمن والاستقرار الذي حققته النخبة الحضرمية.

وفي رسالته إلى القوات المسلحة والأمن، أثنى المحافظ على دورهم في حماية المواطنين والتصدي للأعداء، مؤكداً أن المطالب لا تتحقق عبر الفوضى، وإنما عبر القنوات الشرعية، داعيًا الجميع إلى التحلي بالحكمة وصون الأمن الذي اعتبره "أمان حضرموت".

وتشهد حضرموت منذ أسابيع موجة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في عدد من مدنها، تنديدًا بتدهور الخدمات الأساسية وارتفاع الأسعار. وتسببت الاحتجاجات في قطع الطرقات الرئيسية وعرقلة حركة المرور من وإلى المحافظة وسط مطالبات برحيل السلطة المحلية عقب سقوط إصابات في صفوف المدنيين جراء إطلاق النار الذي أطلقته قوات الجيش والأمن لتفريق المتظاهرين في مشهد عكس حجم الاحتقان الشعبي.