اعتقالات واتهامات بالتجسس.. تفكك وصراع داخلي في أجنحة الحوثي

السياسية - منذ 3 ساعات و 22 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:

تشهد صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران حالة غير مسبوقة من التوتر والانقسام الداخلي، مع تصاعد الصراع بين أجنحتها المختلفة على النفوذ والسيطرة داخل الجماعة. ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات تعكس تفكك الهيكل القيادي للمليشيا، وزيادة الخلافات بين التيارات المتنافسة على مواقع النفوذ، وسط تزايد الاتهامات بالخيانة والولاء المزدوج.

وأفاد مصدر مقرب من الجماعة إن علي الحوثي، نجل مؤسس الجماعة وابن شقيق زعيمها الحالي، يقود حملة اعتقالات داخل صفوف المليشيا تستهدف عناصر وقيادات بتهم تتعلق بالخيانة والولاء لتيارات منافسة، خصوصاً قيادات تنتمي لما يُعرف بتيار محمد علي الحوثي.

وأضاف المصدر أن الحملة شملت مشرفين أمنيين وعناصر من الأمن الوقائي والأمن والمخابرات، وهما كيانان استخباراتيان استحدثتهما المليشيا بمساعدة إيرانية، لممارسة القمع على المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 

وأشار المصدر إلى أن حملة الاعتقالات طالت قيادات بارزة داخل المليشيا، من بينهم أمين سر مجلسها السياسي الأعلى، القيادي ياسر الحوري في خطوة يراها مراقبون تهدف إلى إضعاف نفوذ القيادات المنافسة والسيطرة على مفاصل الجماعة الأمنية والسياسية.

عقب ساعات من اعتقال الحوري، تم إصدار قرار إقالته من منصبه، وتعيين عضو مكتبهم السياسي، سليم المغلس خلفًا له، في خطوة وصفتها المصادر السياسية أنها "مؤشر على تصاعد الصراع الداخلي بين قيادات الصف الأول في الجماعة، والذي تستغلّه أجهزة الاستخبارات المحسوبة على جناح معيّن، لتصفية خصومتها مع الأطراف الأخرى في الجماعة".

ومع تنامي الشكوك والاتهامات المتبادلة بالخيانة والتمرد، في سياق يُظهر أن النزاعات الداخلية لم تعد مقتصرة على المستوى المحلي، بل امتدت إلى قلب القيادة العليا للمليشيا.

وأضافت المصادر أن الجماعة فرضت إجراءات وقيوداً صارمة على القيادات العليا والتعبوية والعسكرية، شملت تحديد تحركاتها وأنشطتها واجتماعاتها، مع عدم الاعتماد الكامل على أجهزة الاتصال الحديثة، في ظل استمرار توجسها من استخدامها، بعد أن ساهمت في وصول إسرائيل إلى الغماري. 

كما أقدمت الجماعة على عزل القيادة العليا عن الميدان، وفوضت القادة الميدانيين بإعداد الخطط الإستراتيجية الميدانية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات، في محاولة للتعامل مع المستجدات الأمنية والتهديدات الخارجية المحتملة.

ويعتبر محللون أن هذه التطورات تنذر بمرحلة من الانقسامات العميقة داخل الجماعة، قد تؤثر على قدرتها على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها واستمرار سياساتها القمعية ضد المدنيين، خصوصاً في ظل ضغوط عسكرية واقتصادية متصاعدة من الداخل والخارج.

وأكدوا أن ما يحدث داخل أجنحة الحوثيين يشكل مؤشراً واضحاً على هشاشة بنيتها التنظيمية واعتمادها على الولاءات الشخصية والعائلية أكثر من هيكل قيادي مؤسسي، ما يزيد من احتمالات تفككها أو انقسامها بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

ردة فعل اضطرابية وانكفاء على النواة العقائدية

وفي أعقاب الاختراقات الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل رئيس حكومة صنعاء أحمد الرهوي وعدد من وزراء الحكومة ولحقها مقتل رئيس هيئة الأركان، محمد عبدالكريم الغماري، وإصابة عدد كبير من قيادات الجماعة، انكفأت الجماعة مجدداً على بنيتها العقائدية المغلقة، في محاولة لسد الثغرات الأمنية والاستخباراتية ومنع أي انكشافات جديدة. 

بحسب المصادر ان اغتيال الغماري أدى إلى موجة واسعة من الشكوك داخل الصفوف العليا للجماعة، انعكست على سلوكها الأمني والاستخباري المتوتر خلال الأسابيع الماضية، حيث شملت حملة الاعتقالات موظفين أمميين، وشخصيات سياسية واجتماعية، قبل أن تمتد لاحقاً إلى صفوف قيادات الجماعة نفسها.

وذكرت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات الحوثية نفذت اعتقالات داخلية طالت قيادات مقربة من دوائر صنع القرار، إلى جانب شخصيات تنظيمية وعسكرية، وأخضعت هذه القيادات لتحقيقات مكثفة على خلفية الاشتباه بتسريب معلومات حساسة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.