مصر تبهر العالم في افتتاح المتحف الكبير.. والعليمي: إنجاز استثنائي للأمة العربية
السياسية - Sunday 02 November 2025 الساعة 05:30 pm
القاهرة، نيوزيمن:
في مشهد استثنائي يجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر، افتتحت مصر، مساء السبت، "المتحف المصري الكبير" بحفل أسطوري حمل شعار "السلام"، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، و79 وفداً رسمياً من 39 دولة، بينهم ملوك ورؤساء وأمراء وأولياء عهود، إلى جانب ممثلين لمنظمات دولية وثقافية عالمية، في حدث وصفته القاهرة بأنه "رسالة سلام من مهد الحضارة إلى الإنسانية جمعاء".
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال الافتتاح: "اليوم نكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل… فمصر كانت وستبقى قوة سلام وإنسانية، تؤمن بأن العلم لا يزدهر إلا في مناخ من الاستقرار، والثقافة لا تُثمر إلا في بيئة من التعايش والتفاهم".
وأضاف أن المتحف، الذي يعد الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، يجسد ثمرة تعاون دولي واسع ويعكس رؤية الدولة المصرية في الربط بين الماضي المجيد والحاضر المبدع والمستقبل المزدهر.
يقع المتحف المصري الكبير على مساحة نصف مليون متر مربع بجوار أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق مراحل الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر البطلمي.
ومن أبرز قاعاته: البهو العظيم الذي يستقبل الزوار بـ"المسلة المعلقة" وتمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم الذي يعرض تماثيل ملوك مصر بترتيب زمني دقيق، ومتحف مراكب خوفو الذي يضم المراكب الشمسية التي نقلت عام 2021 في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم.

كما يضم المتحف المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون – أكثر من 5 آلاف قطعة ذهبية تُعرض لأول مرة مجتمعة، إضافة إلى مركز ترميم يُعد الأكبر في الشرق الأوسط، ومتحف للأطفال، وقاعات للمعارض الدولية، ومركز مؤتمرات وحدائق فرعونية.
جاء حفل الافتتاح مزيجاً من الفن والموسيقى العالمية، حيث افتتح بعرض أوبرالي شارك فيه فنانون من القاهرة وطوكيو وباريس وريو دي جانيرو ونيويورك. وأبدع الموسيقار المصري هشام نزيه في تقديم مقطوعة موسيقية مصحوبة بعرض ضوئي في سماء الجيزة، بينما شاركت الفنانة شريهان في فقرة رمزية قالت خلالها: "مصرية أنا"، في رسالة فخر بالهوية والإنسان المصري.
وشارك في الحفل قادة من إسبانيا، والدنمارك، والأردن، والبحرين، والإمارات، والسعودية، واليابان، وبلجيكا، والبرتغال، وألمانيا، وغيرهم من ممثلي العائلات المالكة ورؤساء الحكومات، في حضور وصفته وسائل الإعلام العالمية بأنه "الأكبر في تاريخ الفعاليات الثقافية المعاصرة".
وفي مشهد رمزي ختامي، تسلّم كل قائد من القادة المشاركين نموذجاً مصغراً يحمل اسم دولته لجزء من المتحف، ووضعه في مجسم ضخم للمشروع، قبل أن يضع الرئيس السيسي القطعة الأخيرة التي تمثل مصر، معلناً الافتتاح الرسمي.
وتعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى أواخر تسعينات القرن الماضي في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، عندما برزت الحاجة إلى متحف حديث يليق بعظمة الآثار المصرية بعد تكدّس متحف التحرير (1902).
وُضع حجر الأساس عام 2002، لكن المشروع واجه تحديات تمويلية وسياسية عديدة، من بينها ثورة 2011 وجائحة "كوفيد-19" وتداعيات الأزمات الإقليمية.
ورغم ذلك، تمكّنت مصر من إتمام المشروع بتمويل تجاوز مليار دولار، بينها 760 مليون دولار منحة وقرض ياباني ميسّر. وجاء تصميمه الفريد ليجعل الأهرامات جزءاً من المشهد البصري داخل المتحف، بحيث يبدو كـ"الهرم الرابع" الذي يربط ما بناه المصري القديم بما يشيده المصري المعاصر.
ويُعرض داخل المتحف أول معاهدة سلام في التاريخ التي أبرمها الملك رمسيس الثاني بعد معركة "قادش"، إلى جانب قانون "ماعت" الذي يُعد من أوائل المواثيق التي أرست مبادئ حقوق الإنسان والعدالة والانسجام مع الطبيعة. لتعلن مصر من خلال هذا الحدث أن رسالتها للعالم هي السلام والتنوير والإنسانية.
وشارك رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في حفل الافتتاح الرسمي المبهر للمتحف المصري الكبير، إلى جانب عدد من ملوك وامراء، ورؤساء الدول والحكومات، وممثلي منظمات دولية، احتفاء بأعظم صروح الحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
وأشاد العليمي بهذا الإنجاز الفريد، الذي يمزج بين عظمة التاريخ المصري القديم، وروعة الإبداع المعاصر لتحفة معمارية، وثقافية عامرة، على ضفاف اهرامات الجيزة الخالدة، التي تعرض للعالم سردية حضارية تمتد لآلاف السنين. وأعتبر أن اكتمال هذا المشروع العملاق يعكس الارادة المصرية، ورؤية قيادتها الحكيمة برئاسة أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حين جعلت من الثقافة قوة هائلة، ورافعة للتنمية، ومصدرا دائما لإلهام الشعوب.
وأكد رئيس مجلس القيادة، أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل مكسبا لمصر وحدها، بل إنجازا استثنائياً للأمة العربية والإنسانية جمعاء، بما يحمله من رسالة سلام وحوار حضاري، ويعزز مكانة المنطقة العريقة كحلقة تاريخية هامة بين الشرق والغرب. كما جدد اعتزاز اليمن قيادة وحكومة، وشعبا بالعلاقات الأخوية الراسخة مع جمهورية مصر العربية، وموقف القاهرة الثابت الى جانب الشعب اليمني وتطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والاستقرار، والسلام.
>
