حرب صامتة ضد السموم.. اليمن يضبط طن ونصف من المخدرات المهربة
السياسية - منذ 4 ساعات و 52 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
في معركةٍ صامتة لكنها لا تقلّ خطورة عن جبهات القتال، تخوض الأجهزة الأمنية اليمنية حربًا متواصلة ضد عصابات تهريب المخدرات التي تحاول تحويل البلاد إلى ممر عبورٍ رئيسي لتجارة السموم، مستغلة هشاشة الأوضاع الأمنية واتساع رقعة السواحل اليمنية الممتدة على البحرين العربي والأحمر.
وأعلنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، أنها تمكنت خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 من ضبط ما يقارب طنًا و660 كيلوجرامًا من المواد المخدرة، تنوعت بين الحشيش والهيروين والشبو، إلى جانب 248 ألف قرص كبتاجون وحبوب مخدرة أخرى، في سلسلة من العمليات النوعية التي نُفذت في عدد من المحافظات والمنافذ البرية والبحرية.
وبحسب التقرير الرسمي، تم توقيف 803 مشتبهين متورطين في قضايا تعاطٍ وترويجٍ وتهريب، وتسجيل 411 قضية جنائية خلال الأشهر التسعة الماضية، في حين أشارت المعلومات إلى أن مصادر المواد المهربة تنوعت بين إيران وباكستان وأفغانستان، ما يعكس الطابع الإقليمي لشبكات التهريب التي تنشط في المنطقة.
وشملت أبرز العمليات كشف مصنع متكامل لإنتاج الكبتاجون والشبو في محافظة المهرة، وضبط شحنة كوكايين ضخمة في ميناء عدن بلغت 599 كيلوجرامًا كانت مخبأة داخل حاوية سكر قادمة من البرازيل، إضافة إلى مصادرة 646 ألف حبة بريجابالين في أحد مخازن المدينة.
وفي سواحل محافظة لحج، نفذت قوات مكافحة المخدرات عملية بحرية معقدة تخللها اشتباك مع المهربين، انتهت بضبط 450 كيلوجرامًا من الشبو والهيروين والحشيش كانت في طريقها إلى مصر، بينما تمكنت القوات البحرية في البحر الأحمر من مصادرة 432 كيلوجرامًا من الشبو خلال عملية أخرى.
كما أحبطت الأجهزة الأمنية في باب المندب ومنفذ الوديعة الحدودي عدة محاولات تهريب، بينها قارب يحمل 150 ألف حبة كبتاجون، ومصادرة أكثر من 40 ألف قرص مخدر في عمليتين منفصلتين.
وفي واحدة من أضخم العمليات خلال العام الجاري، أعلنت السلطات عن ضبط سفينة في شمال بحر العرب محملة بأكثر من طنين من مادة الأمفيتامين (الشبو)، واحتجاز طاقمها المكوّن من إيرانيين وباكستانيين، ما اعتُبر إنجازًا أمنيًا كبيرًا في مواجهة شبكات التهريب الدولية.
ويرى مراقبون أن هذه الضبطيات المتلاحقة تعكس تصاعد خطر المخدرات في اليمن، ليس فقط بوصفها تجارة غير مشروعة، بل كسلاح يُستخدم لتمويل الميليشيات وإضعاف النسيج الاجتماعي عبر استهداف فئة الشباب. كما تؤكد البيانات الرسمية أن الحدود البحرية الطويلة والفراغ الأمني في بعض المناطق جعلا اليمن ساحة جذبٍ مثالية لتجار المخدرات القادمين من الشرق.
ويحذر خبراء أمنيون من أن حرب المخدرات في البلاد تتجاوز بعدها الجنائي، إذ ترتبط بشكل وثيق بالصراعات الجيوسياسية وشبكات النفوذ الإقليمي التي تستغل هشاشة الدولة لتوسيع نشاطها غير المشروع، في وقتٍ تتطلب فيه المواجهة تنسيقًا إقليميًا ودوليًا وتعزيزًا لقدرات الأجهزة الأمنية اليمنية في الرصد والمراقبة البحرية.
>
