رفض شعبي وسياسي واسع لتحريض تشكيل عسكري إخواني ضد الاحتجاجات بتعز

السياسية - منذ 3 ساعات و 16 دقيقة
تعز، نيوزيمن، خاص:

أثارت مزاعم واتهامات صادرة عن تشكيل عسكري خاضع لسيطرة الإخوان ضد الحراك والاحتجاجات التي تشهدها تعز حالياً، رفضاً شعبياً وسياسياً واسعاً بالمحافظة.

ونشر الحساب الرسمي لما يُسمى محور طور الباحة العسكري، الذي يقوده الإخواني أبو بكر الجبولي، على منصة "فيس بوك"، مساء الثلاثاء، بياناً مطولاً يتحدث عن مزاعم "إحباط مخطط إرهابي لنشر الفوضى في مدينة التربة جنوبي تعز".

وتضمن البيان اتهامات لشخصيات قبلية وسياسيين ونشطاء بالتورط في مخطط إسقاط مدينة التربة، عاصمة مديرية الشمايتين، بيد مليشيا الحوثي الإرهابية "عبر استغلال المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المدينة، الأحد الماضي، ضد مقتل نجل القاضي عبدالحكيم النجاشي"، والذي قُتل على يد جنود الأمن أواخر الشهر الماضي.

هذه الاتهامات والمزاعم أثارت غضباً عارماً في أوساط السياسيين والنشطاء من أبناء المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت بإعلام ما يُسمى محور طور الباحة لتعديل البيان أكثر من مرة، وحذف أسماء الشخصيات التي اتهمها المحور بالتورط في المخطط المزعوم.

وفي سياق ردود الأفعال التي أثارها البيان، كان لافتاً النفي الصادر عن مكتب إعلام محافظة تعز لما ورد في البيان من مزاعم حول ترؤس المحافظ نبيل شمسان اجتماعاً طارئاً للجنة الأمنية في مديرية الشمايتين عقب الكشف عن المخطط المزعوم، وأن الاجتماع "أقرّ عدداً من الإجراءات الصارمة لضمان الحفاظ على الاستقرار وإفشال المخططات الإرهابية".

لينفي مكتب إعلام محافظة تعز صحة هذه المزاعم، وينفي علاقة المحافظ بالبيان الصادر، مؤكداً أن المحافظ لم يترأس أي اجتماع أمني لمديرية الشمايتين، وأضاف بأن "ما صدر من بيان وأخبار عن محور طور الباحة لا تمثل الموقف الرسمي للجنة الأمنية بمحافظة تعز".

فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية في محافظة تعز كان لها موقف شديد اللهجة، في بيان صادر عنها، أدانت فيه ما وصفته بنزعة العداء والتحريض ضد المجتمع وشخصياته في مدينة التربة والحجرية بوجه خاص، والمحافظة بشكل عام.

البيان الصادر عن فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة (باستثناء حزب الإصلاح، الذراع المحلي للإخوان في اليمن)، أدان أيضاً ما وصفها بلغة الترهيب والتهديد التي وردت في بيان محور طور الباحة، وقال إن هدفه بثّ الرعب في نفوس المواطنين المحتجين على المظالم والانتهاكات، محملاً قيادة المحور المسؤولية الكاملة عن أي انتهاكات قمعية قد تطالهم مستقبلاً.

وفي حين اعتبرت الأحزاب البيان محاولة يائسة لتقويض الفضاء السياسي المدني الديمقراطي بتعز، حذرت في الوقت ذاته من أي حملة اعتقالات أو ممارسات غير قانونية تجاه أي مواطن على ذمة ممارسة حقه في الرأي والتعبير وحق التجمع السلمي، محملةً السلطة المحلية مسؤولية ذلك.

وتعليقاً على نفي محافظ المحافظة علاقته بالبيان، عبّرت الأحزاب عن استغرابها من عدم مطالبة المحافظ بالتحقيق في ما ورد في البيان "من اتهامات طالت أشخاصاً ووجاهات اجتماعية وفعاليات شعبية، والزجّ بوحدات يُفترض أنها تنتمي للمؤسسة العسكرية لتقف على الضد من الإرادة الشعبية، لتكون عاملاً مهدداً للسلام المجتمعي ومصدراً لبث الرعب بين المواطنين"، بحسب البيان.

وكان لافتاً في بيان الأحزاب تطرّقه إلى الوضع الملتبس لما يُسمى محور طور الباحة، حيث عبّرت عن استغرابها من علاقته بمحافظة تعز وتمدده في مسرح عمليات محور تعز، معتبرة أن ذلك يستدعي من قيادة وزارة الدفاع التحديد الواضح للنطاق العملياتي لكل محور منهما.

وطال هجوم الأحزاب قائد المحور الجبولي، الذي يرأس قيادة اللواء الرابع مشاة، حيث جددت مطالبتها للسلطة المحلية وقيادة وزارة الدفاع ومجلس القيادة الرئاسي بإيقاف الممارسات الجبائية للواء في المحافظة.

كما جددت الأحزاب والتنظيمات السياسية في تعز دعوتها لضرورة تدخل مجلس القيادة الرئاسي لإيقاف انتهاكات اللواء الرابع لحقوق المواطنين خارج القانون، بالتوجيه إلى الجهات المعنية بسرعة الكشف عن مصير المخفيين قسراً في سجون اللواء، ونقل المعتقلين من سجون اللواء الرابع مشاة جبلي إلى سجن النيابة بعدن، تنفيذاً للأوامر القضائية الصادرة عنها.