تحريك ملف المفاوضات.. تغطية حوثية على الانكسارات الداخلية

السياسية - منذ ساعة و 39 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

عاودت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران الحديث عن السلام واستئناف المشاورات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي يزور مسقط بشكل متكرر خلال الأيام الماضية للقاء الدبلوماسيين العُمانيين والقيادات الحوثية المقيم هناك في محاولة لإحياء جهود المباحثات خارطة الطريق الأممية المجمدة.

وبحسب بيان وزارة الخارجية العُمانية على منصة إكس، التقى المبعوث الأممي وزير الخارجية العماني، بدر البوسيعدي، وبحث معه جهود السلام في اليمن، بما يشمل مساعدة الأطراف اليمنية على الانخراط في مسار تفاوضي يؤدي إلى حل سياسي مستدام ينهي الأزمة ويحقق الأمن والاستقرار للشعب اليمني.

وكان مكتب المبعوث قد أعلن يوم الأربعاء عن زيارة سابقة له إلى مسقط، عقد خلالها مباحثات مع مسؤولين عمانيين ورئيس وفد الحوثيين المفاوض، ركزت على دفع جهود الوساطة الأممية. وشدد غروندبرغ على أهمية التنسيق الإقليمي والدولي لتهيئة الطريق نحو تسوية سياسية شاملة، وجدد دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المختطفين لدى الحوثيين.

في سياق متصل، أكدت سلطنة عمان استمرار جهودها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإحلال السلام في اليمن، بما يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، وينهي معاناة الشعب اليمني. جاء ذلك خلال لقاء نائب وزير الخارجية اليمني، مصطفى نعمان، مع وكيل وزارة الخارجية العماني للشؤون السياسية، الشيخ خليفة الحارثي، حيث ناقشا المستجدات على الساحة اليمنية، وأشاد نائب الوزير بالجهود العمانية لرعاية الحوار وتحقيق السلام، بالإضافة إلى رعاية المواطنين اليمنيين المقيمين في السلطنة.

في المقابل، تكشف مصادر أمنية وعسكرية عن حالة من الارتباك والخوف داخل صفوف الحوثيين، مع تصاعد المخاوف من أي تحرك عسكري محتمل لقوات الحكومة الشرعية، في ظل تراجع معنويات عناصر الجماعة وتسرب المئات منهم من جبهات مختلفة.

وأفادت المصادر بحسب من ما نشره موقع "العين الإخبارية" أن أكثر من 370 عنصرًا حوثيًا تسربوا من جبهات المنطقة العسكرية الرابعة فقط، والتي تشمل محافظات تعز، الضالع ولحج، وهو رقم وصفته المليشيات بأنه الأكبر منذ سنوات، ويستلزم تحركًا توعويا عاجلاً لتعويض النقص وتأمين الجبهات.

وأوضحت المصادر أن قيادات الجماعة طالبت فريقها المفاوض بقيادة محمد عبدالسلام بالعمل على منع أي تحرك عسكري من قوات الشرعية، نظرًا لعدم جاهزية المليشيات الميدانية، فيما أقرت الجماعة خطة توجيه معنوي ودورات ثقافية داخل الجبهات لتعزيز الانضباط وإعادة تعبئة الصفوف.

ويرى خبراء عسكريون أن المخاوف الحوثية تعكس أزمة فعلية، إذ أن قوتها العسكرية منهكة، والنزاع الداخلي بين أجنحة الجماعة يزيد من ضعف جاهزيتها القتالية. وأوضح الخبير العسكري اليمني، العميد الركن عبدالصمد المجزفي، وفقًا لتقرير "العين الإخبارية" أن سقوط قيادات بارزة في غارات إسرائيلية وأمريكية أدى إلى تراجع قدرتها على الحشد والتعبئة، مضيفًا أن أي تحرك للشرعية قد يكون مدعومًا بـ"ضوء أخضر" دولي، مما يزيد من هشاشة الجماعة ويتيح الفرصة للحاضنة الشعبية للانقضاض على الحوثيين داخليًا.

وأكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن الحوثيين يمرون اليوم بأضعف مراحلهم منذ انقلابهم في 2014، بعد الخسائر البشرية الكبيرة وضربات الجيش الوطني والتحالف العربي، إلى جانب جهود تجفيف منابع تمويلهم وتسليحهم. وأشار الإرياني إلى أن هذه الضغوط أضعفت بنيتهم الداخلية وتراجعت قدرتهم على الحشد عبر أدواتهم التقليدية.

وأضاف أن الحوثيين يحاولون تنظيم ما يسمى بـ"وقفات قبلية" كغطاء على هذا التراجع، إلا أن هذه التحركات تكشف عمق الأزمة التنظيمية داخل الجماعة، بعد فقدان الحاضنة الشعبية وانكشاف الأكاذيب والشعارات التي استخدموها خلال سنوات الحرب.

وتؤكد المعلومات أن الحوثيين يعيشون حالة من الخوف والارتباك غير المسبوق، مع تراجع معنويات عناصرهم وتسرب أعداد كبيرة من الجبهات، ما يزيد من فرص الحكومة الشرعية في استثمار هذا الضعف لإعادة رسم موازين القوى على الأرض قبل أي مواجهة حاسمة محتملة.