فارس الحميري
يعيش اليمن هذه الأيام أجواء امتحانات الشهادة العامة وما يرافقها من ظاهرة تتجدد كل سنة متمثلة في "الغش" الذي تواجهها وزارة التربية والتعليم هذا العام بأساليب جديدة آملا في القضاء على هذه المشكلة.
وبدأ السبت أكثر من نصف مليون طالب وطالبة أداء امتحانات الشهادة العامة (أساسي - ثانوي) في اليمن، موزعين على 4 آلاف و642 مركزا في عموم محافظات البلاد.
وشابت ثاني أيام الامتحانات أعمال عنف في عدد من مراكز الامتحانات أسفرت عن مقتل طالبة أمس واصابة سبعة جنود عندما حاول مسلحون اقتحام قاعات الامتحانات لـ "تغشيش" الطلاب.
ويرى مسؤولون ومختصون ان الغش في اليمن اصبح "ظاهرة" تؤرق كاهل المجتمع وتهدد بنسف العملية التعليمية كليا.
ولمواجهة الغش والتزوير ، قامت وزارة التربية والتعليم ، في اجراء هو الأول من نوعه ، بوضع ثلاثة نماذج للامتحانات في القاعة الواحدة للشهادتين (الأساسية، الثانوية).
وحرصت الوزارة على أن تكون إجابات طلاب الشهادة الثانوية في نفس ورقة الأسئلة للحد من ظاهرة الغش في القاعة وضمان عدم خروج ورقة الامتحان إلى خارج المركز الامتحاني.
كما أصدرت الوزارة ، ولأول مرة ، أرقام جلوس الكترونية (بطاقات الكترونية) تتضمن صورة الطالب وبياناته كاملة.
وأصدرت الوزارة لائحة بالجزاءات والعقوبات بحق كل من يخل بالعملية الامتحانية.
بموازاة ذلك ، أقرت وزارة التعليم زيادة مستحقات العاملين في العملية الامتحانية بالإضافة إلى تعيين مشرف مقيم في المركز الامتحاني يعطى كامل الصلاحيات للرقابة على العملية الامتحانية.
وقال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبدالرزاق الأشول ان العملية التعليمية تواجه اشكالية كبيرة تتمثل في "الغش" والذي أصبح ظاهرة ، بل تعدى الأمر ذلك وأصبح البعض يعتبره حقا من حقوق الطالب يجب أخذه بكافة الطرق والأساليب.
وحذر الأشول ، في تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) ، من ان " هذه الظاهرة عامل اساسي في افساد المجتمع ان لم يتم تداركها".
وشدد على ان مواجهة الظاهرة بحاجة الى جهود كبيرة ومتكاملة رسمية ومجتمعية نظرا للآثار السلبية التي تلحق بالمجتمع والطالب.
بدوره ، قال مسؤول الفروع في نقابة المعلمين اليمنيين ذياب المنتصر ، ان الغش سبب رئيسي في افساد المجتمع لافتا الى أن جهودا كبيرة تبذل من قبل الجهات الرسمية هذا العام لمواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح المنتصر ،لوكالة ((شينخوا))، ان هناك خططا لدى الجهات الرسمية في محاربة الظاهرة التي تتسبب في افساد المجتمع والطالب، وكذلك خطط لتغير المفاهيم لدى الجميع بأن هذه ظاهرة سلبية يجب محاربتها بكافة الطرق والأساليب وبالشراكة.
اللافت هذا العام ، الاجراءات التي باشرتها وزارة الداخلية للمرة الأولى لحماية المراكز الامتحانية اثناء اداء الطلاب للامتحانات.
ووجهت قيادة وزارة الداخلية الليلة الماضية،إدارات الأمن في عموم البلاد ، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين سير امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية والتصدي بقوة وحزم لكل محاولات إرباك سير الامتحانات وتعكير أجوائها ، بحسب موقع الوزارة الالكتروني.
وشددت الوزارة، على ضرورة منع تجمهر المواطنين أمام مراكز الامتحانات ، وعدم السماح باقتحام المراكز الإمتحانية لأي كان وتحت أي ظرف ، وكذلك محاسبة رجال الأمن المقصرين في هذا الجانب.
آ
وألزمت الداخلية إدارات الأمن في المحافظات بتعزيز الحراسات الأمنية حول المراكز الإمتحانية التي حدثت فيها إشكاليات ، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تكرارها
وعن تلك الاجراءات ، قال الصحفي اليمني سفيان جبران ، لـ (شينخوا) ، ان ذلك يأتي في اطار التوجهات الجديدة لدى الجهات المختصة بمواجهة هذا الخلل الكبير.
واشار جبران الى ان هناك اثارا كبيرة مترتبة على ظاهرة الغش تتمثل في وجود جيل هش يهرول وراء مصلحته الشخصية لا وراء حب العلم، منبها الى ان العشوائية التي أسسها النظام السابق مستمرة وان هناك طلابا يبنون حياتهم على الغش والتزوير وبقوة السلاح.