أطفال اليمن يطالبون بحملات عاجلة لإبادة الكلاب المسعورة بعد تزايد الإصابات بداء الكَلَب في عدة محافظات

متفرقات - Sunday 05 August 2018 الساعة 06:34 pm
صنعاء، نيوزيمن:

عبر الاتحاد العام لأطفال اليمن، عن قلقه الشديد، جراء ارتفاع أعداد ضحايا الكلاب الضالة التي وصفها ب"الصادمة"، داعياً كافة القطاعات والدوائر الرسمية المختصة، إلى سرعة تنفيذ حملات مكثفة للقضاء على هذه الكلاب في الشوارع والأحياء والمدن السكنية بعموم محافظات الجمهورية.

وحذر الاتحاد -في بيان أصدره اليوم بهذا الخصوص- من مغبة انتشار الكلاب في كثير من الأحياء السكنية بالمدن اليمنية، والتي أودت بحياة عشرات الضحايا (70% منهم أطفال ونساء)، وأصابت آلافاً آخرين خلال الفترة الأخيرة.

وناشد البيان كافة المسؤولين، باتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الأزمة، مشدداً علی أهمية تكاتف الجهود للقضاء على هذه الكلاب في أقرب وقت ممكن لتفادي تفشي خطر الكلاب وخاصة المصابة بفيروس داء الكَلب علی حياة المواطنين، سيما الأطفال الذين يكونون عرضة لمهاجمتها لتواجدهم في أغلب الأوقات في الشوارع.

وقال الاتحاد في بيانه: "إن الأمر مقلق للغاية، خصوصاً وأن داء الكلب هو داء يسبب الموت، وفي حالة الإصابة به، فمن الصعب البقاء على قيد الحياة، إضافة إلى أن المصل الخاص بعلاجه أصبح غير متواجد في غالبية المحافظات اليمنية، وهو ما ينذر بتحول هذا الداء في حال تزايد الإصابات به إلى كارثة حقيقية وجدّية تهدد حياة الآلاف من المواطنين اليمنيين، ويجعل من الصعوبة السيطرة عليه".

وطالب الاتحاد، منظمات المجتمع المدني بتبني حملة للتوعية ضد داء الكلب، وكذا إعداد فلاشات توعوية في مختلف وسائل الإعلام لكيفية الوقاية منه، مشيراً -في الوقت ذاته- إلى ضرورة أن تضطلع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى بدورها في دعم وزارة الصحة باللقاحات والأمصال المطلوبة للتخلص من هذا الداء.

جدير بالذكر، أن سكان عدد من المناطق اليمنية، كانوا قد ناشدوا وزارة الصحة والجهات المختصة بسرعة تشكيل فرق طبية للنزول إلى مناطقهم لمعالجة الحالات المصابة بفيروس داء الكَلَب، وتنفيذ حملات لإبادة الكلاب الضالة التي تنتشر بصورة ملفتة في عدة مدن، وتجوب شوارعها وخاصة خلال المساء.

وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الصحة، فإن مراكز البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب التابع للوزارة، وثقت 10 آلاف و170 شخصاً تعرضوا لعضات كلاب ضالة، توفي منهم قرابة الستين حالة، حتى نهاية مارس الماضي، معتبراً أن تلك الإحصائية والأرقام لا تعكس حجم المشكلة الحقيقي، نظراً لاقتصارها على الحالات المبلغ عنها، فيما لا تصل الكثير من الحالات إلى البرنامج ووحدات المكافحة في المحافظات جراء الحرب القائمة في اليمن.

وأرجع المصدر، أسباب انتشار داء الكلب إلى توقف الدعم اللازم لبرنامج مكافحة داء الكلب وتوقف تنفيذ الأنشطة والحملات للتخلص من الكلاب الضالة، فضلاً عن انتشار القمامة والمخلفات التي تعد سبباً رئيسياً لتكاثر الكلاب المتشردة، مشيراً إلى أن هناك إحصاءات سابقة لوزارة الصحة، أكدت وجود ما يزيد عن مليون كلب ضال في عموم محافظات الجمهورية، وأن 10- 20 % فقط من هذا الرقم المهول هي نسبة الكلاب المملوكة في المنازل.

فيما قال مدير مشروع النظافة بأمانة العاصمة المهندس جمال جحيش، إن خمس فرق ميدانية لمكافحة الكلاب الضالة والمسعورة تمكنت -مطلع أبريل الماضي- من إبادة 11 ألف كلب مسعور في أحياء وشوارع مديريات الأمانة.

وقدر جحيش -في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام- عدد الكلاب المنتشرة بأمانة العاصمة وضواحيها بنحو 70 ألف كلب معظمها ناقلة للأمراض وتشكل خطراً على المواطنين بحسب دراسة بيئية أولية لمشروع النظافة وبرنامج داء الكلب التابع لوزارة الصحة.

ويعد داء الكلب أحد الأمراض المشتركة التى تتنقل من الحيوان إلى الإنسان، حيث يؤدي هذا الفيروس إلى حدوث إلتهاب حاد فى المخ ومن ثم تحدث الوفاة، وينتقل غالباً عن طريق لعاب الحيوان المصاب بالفيروس عند إقدامه على عض الإنسان، بينما تظهر أعراضه على الإنسان في شكل جرح فى موقع العضة وصداع وحمى وإحساس بالخوف وضعف فى عضلات الحلق، وتصل مضاعفاته إلى شلل فى الجهاز التنفسى وإلتهاب حاد في المخ.

وتشير تقارير عالمية متخصصة في مكافحة داء الكلب، إلى أن هذا الفيروس يودي بحياة 55 ألف شخص سنوياً، بما يعادل حالة وفاة كل 10 دقائق.