جبايات الحوثي تطال طلبة المدارس الحكومية بعد تطييف المناهج

متفرقات - Saturday 15 September 2018 الساعة 03:18 pm
تقرير خاص، نيوزيمن، صنعاء:

فرضت مليشيا الحوثي رسوماً دراسية باهظة غير قانونية على أولياء أمور الطلاب في المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وجاءت الخطوة بعد أن عمل الحوثيون على تغيير مدراء المناطق التعليمية والمدارس الحكومية في صنعاء وتعيين عناصر من أتباع الميليشيا مكانهم.

وقال أولياء أمور لـ"نيوزيمن"، إن رسوماً باهظة فرضتها إدارة المدارس الحكومية على الطلاب تحت ذريعة طباعة المنهج الدراسي، لافتين إلى أن المبلغ وصل إلى 10 آلاف ريال على كل طالب.

وقال لـ"نيوزيمن" المواطن عبدالغني، وهو أب لخمسة أبناء في سن التعليم: "أشعر بالعجز عن دفع مبلغ يزيد على 70 ألف ريال، ما يعادل 150 دولاراً، وأخشى أن يحرم أبنائي من التعليم".

وأضاف "أن مديري المدارس التي قصدها لتسجيل أبنائه برروا الرسوم المفروضة بمخالفة القانون بشراء المنهج الدراسي من مطابع الكتاب وأيضا تكاليف استقدام معلمين جدد بدل السابقين.

ومن شأن الجبايات الحوثية التي طالت التعليم الحكومي المجاني أن تفاقم معاناة الأسر في مناطق سيطرة الميليشيا خاصة مع تدهور الوضع المعيشي وامتناع الحوثيين عن صرف مرتبات الموظفين لأكثر من عامين ونصف العام.

إجراءات حوثية لـ"تشييع التعليم"

وأكد مصدر في التربية لـ"نيوزيمن"، أن وزير التعليم في حكومة الحوثي، يحيى الحوثي اتخذ قراراً مع بداية العام الدراسي يقضي بتحويل مدارس الفتيات المجاورة لمدارس البنين إلى مدارس للبنين ونقل الفتيات إلى مدارس كانت مخصصة للبنين، في سياق سعي المليشيات للعبث بتوزيع الخريطة المدرسية.

ويأتي القرار في سياق إجراءات المليشيا الحوثية للتضييق على السكان بما فيها "منع الاختلاط" تحت تهويمات دينية لا وجود لها في الواقع، في حين لاقى سخطا كبيرا في أوساط الأهالي كونه يضيف أعباء مادية على عائلات الطلبة والطالبات بعد أن تباعدت المدارس المخصصة لهم عن الأحياء التي يسكنون فيها.

تطييف التعليم

لم تكتف ميليشيا الحوثي بعملية تطييف المناهج الدراسية وفرض أجندتها المذهبية الدخيلة عليها بل عمدت إلى استكمال جرف المؤسسات التعليمية وتعيين مدراء مدارس موالين لها في كل مدارس أمانة العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها.

ومع دخول العام الدراسي الجديد أصدرت المليشيا عشرات القرارات غير القانونية لتعيين عناصرها الطائفية على رأس المدارس الحكومية في صنعاء وفي إدارات المناطق التعليمية وإقالة العشرات من مدراء المدارس.

وشملت القرارات التي أصدرها شقيق زعيم المليشيا الحوثية يحيى الحوثي خلال الأسابيع الماضية إقالة أكثر من 150 من مديري ومديرات المدارس في صنعاء وحجة وعمران وإب وذمار والبيضاء.

وتحاول ميليشيا الحوثي توظيف سيطرتها على قطاع التعليم في مناطق نفوذها لحشد مزيد من الأطفال والمراهقين في المدارس والزج بهم إلى محارق الحرب.

وقال الناشط الحقوقي إبراهيم عبدالله لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي تمارس إقصاء التربويين الحكوميين لصالح عناصرها المتطرفين مذهبيا.

وأضاف أن المليشيا وبعد أن صادرت رواتب المعلمين واختطفت البعض الآخر وقتلتهم بالتعذيب عمدت إلى استبدالهم بعناصر طائفية وغير كفؤة الأمر الذي يشكل خطرا على العملية التعليمية ومخرجاتها.

أزمات التعليم في زمن الحوثي

ويمثل المعلمون في المناطق الواقعة تحت سيطرة سلطة الحوثيين نسبة 73% من المعلمين ويمثل التلاميذ 78% من تلاميذ اليمن.

وكشف تقرير أممي أن 2.3 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة للحصول على التعليم من أصل 5.8 ملايين طفل في سن الدراسة مع اضطرار بعض الأطفال لممارسة العمل لمساعدة أسرهم على توفير متطلبات المعيشة الضرورية.

وبحسب تقارير حديثة لمنظمة "يونيسف" فإن هناك 2 مليون طفل خارج المدارس من إجمالي 7.3 ملايين طفل في سن التعليم، بينما منع الفقر وسياسة الحوثي التدميرية أكثر من مليون طفل من مواصلة التعليم إلى جانب 1.6 مليون طفل نازح من إجمالي 3 ملايين نازح بسبب الحرب.