مليشيا الحوثي والغذاء العالمي يعاودان تبادل اتهامات نهب المساعدات

متفرقات - Friday 21 June 2019 الساعة 10:47 am
عدن، نيوزيمن:

عاودت مجدداً مليشيا الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) وبرنامج الأغذية العالمي تبادل الاتهامات فيما بينهما بشأن مسئوليتهما في نهب المساعدات الغذائية، ومحاولات إدخال مساعدات غذائية تالفة إلى المحتاجين في اليمن، وسرقة الطعام من أفواه الجياع.

ونفى برنامج الغذاء العالمي صلته بالسفينة (أس كي فريندشيب) التي تستخدم لاستيراد الشحنات الغذائية التجارية. وقال في بيان له، الخميس، "لا توجد أي صلة بين هذه الشحنة وعمليات البرنامج الإنسانية في اليمن".

وجاء هذا التطور بعد أيام على اتهام القيادي في مليشيا الحوثي محمد علي الحوثي، برنامج الأغذية العالمي بتقديم غذاء فاسد في اليمن.

وبشأن السفينة (جيت ماريت) التي تحمل على متنها (80) ألف طن من مادة دقيق القمح، أشار برنامج الغذاء العالمي إلى رفض الشحنة من قبل هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة في ميناء الحديدة في الـ17 من مايو الماضي، قبل إعادة السفينة إلى صلالة "حيث تم معاينة الشحنة وفحصها في المختبر من قبل شركة إشرافية مستقلة"، موضحاً أن نتائج الفحص ظهرت لاحقاً بأن دقيق القمح في حالة جيدة، وقال برنامج الغذاء العالمي إنه أرسل في ضوء ذلك تقريرا مفصلا بهذا الخصوص لمليشيا الحوثي في صنعاء، كاشفا النقاب عن رفض مليشيا الحوثي للشحنة، ومتوعدا بأنه "لا يمكنه التغاضي عن الرفض غير المبرر لهذه الشحنة الإنسانية الضرورية في الوقت الذي يعاني فيه ملايين اليمنيين من سوء التغذية والمجاعة".

الغذاء العالمي: عرقلة توزيع المواد الغذائية تؤدي لإتلافها

وفي اتهام ضمني للمليشيا الحوثية بالتسبب في إتلاف المواد الغذائية، قال برنامج الغذاء العالمي إن أي تدخلات أو تأخير في حركة وتوزيع تلك المواد الغذائية لا يمكن التغاضي بشأنها "حيث إن ذلك يؤدي إلى تلف تلك المواد". وناشد البرنامج من وصفها بالسلطات المحلية بضمان حرية حركة الشاحنات التابعة له من أجل ايصال المساعدات الغذائية الضرورية للأشخاص المحتاجين "الذين هم في امس الحاجة اليها".

وأوضح برنامج الغذاء العالمي أنه يمتلك آلیة قویة خاصة بمراقبة جودة المواد الغذائیة التي تم الاتفاق علیھا مع السلطات المحلیة، لضمان استبعاد أي مواد غذائیة منتھیة الصلاحیة من مخزون المواد الغذائیة الأخرى وإتلافھا على الفور.

وفي وقت سابق اتهمت مليشيا الحوثي برنامج الغذاء العالمي بممارسة الفساد واستغلال معاناة الشعب، معتبرة أن هدف نظام البصمة الذي فرضه برنامج الغذاء العالمي أخيراً استخباري، وأن عمله لم يعد إنسانياً بل أصبح سياسياً بحتاً.

تهديد أممي بتعليق المساعدات

وكان مدير البرنامج ديفيد بيزلي، هدد في إحاطته لمجلس الأمن، يوم الاثنين الماضي، بالبدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجيا بدءاً من يوم الخميس، بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير مخصصة لها، وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكشف أن برنامج الغذاء العالمي قد مُنع من إيصال الطعام إلى الناس الأكثر جوعاً في اليمن، وأن المساعدات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة قد جرى تحويلها (عن المحتاجين) في المناطق التي يسيطر عليها (الحوثيون)، على حساب الأطفال والنساء والرجال، مؤكدا أن الطعام ظل يؤخذ من أفواه الجياع، من الصغار والصغيرات الذين يحتاجون الطعام للبقاء على قيد الحياة.

الكشف عن 30 حالة سرقة للمساعدات

وقال مدير برنامج الغذاء العالمي "في مدينة صنعاء، أخبرنا عدد من المحتاجين أنهم لم يستلموا أيا من المساعدات الغذائية على الرغم من أن قوائم التوزيع تحتوي على بصمات استلام، كما لو كانوا قد تحصلوا عليها". وأضاف: "أجرينا مقابلات مع مستحقين للمساعدات في سبعة مراكز في مدينة صنعاء"، وأكد 60% منهم أنهم لم يستلموا أية مساعدة غذائية.

وفي محافظة صعدة قال ديفيد بيزلي "في مدينة صعدة أجريت لقاءات مع محتاجين، وتأكد لنا أن 33% منهم لم يتسلموا أي مساعدة في أبريل (نيسان) 2019م"، وأضاف "وخلال الستين يوماً الأخيرة سجل نظامنا الرقابي أكثر من 30 حالة تم فيها التلاعب في توزيع المساعدات، في المناطق التي تسيطر عليها سلطات صنعاء".