37 عاما على رحيلة .. " الفضول " المتقد بالوطن !

متفرقات - Saturday 06 July 2019 الساعة 08:24 am
عدن، نيوزيمن، فاروق ثابت:

لم يكن عبدالله عبدالوهاب مجرد شخصية عادية، ولكنه الرجل العبقري الذي جمع بين السياسة والثقافة والاعلام والادب والتاريخ ..

ومنذ صباه تحمل مصاعب تفوق سنة، و أنى لشاب ان يعيش في معزل عن النضال في اسرة النضال والمناضلين والثقافة والعلم والادب ..

من ذبحان وزبيد انطلق عبدالله عبدالوهاب نعمان بمعارفه وعلومه لينير من حوله بالفكر والتفكير ويوعيهم و" يملا الدنيا ابتسامة " لكن التحاقه للتدريس بالمدرسة الاحمدية بتعز اشعر الامام بخطورته خاصه وما يحمله الشاب عبدالله من معارف وعلوم ليس بغريب على اسرة النعمان لذا فقد تخوف الامام من ان استمرار وجود عبدالله عبدالوهاب سيعمل على تعريف اليمنيين بمخاطر و سلوك الطغيان الذي تمارسه السلاله ضد اليمن واليمنيين ، وهو الامر الذي دفع الامام حينها لاصدار التوجيهات بسرعة اعتقاله لكن حصافته وعلاقاته جعلته يدرك ما يريده الامام منه ، فانطلق صوب ثغر اليمن الباسم لتكتب له الاقدار هناك الانطلاقة العملاقة في التنوير والوقوف ضد الطاغي ..

ومن صحف " صوت اليمن " و " فتاة الجزيرة " كان الزئير الذي قظ مضجع الطاغي ولم يبقى الزئير حكرا ضد الكهنوت فحسب ولكن نال منه ايضا المستعمر في الجنوب و اتجه صوب كل من يدبر لليمن السوء ..وهو الزئير المتقد بالوطن الذي اسهم في فناء الكهنوت و ازلامه واستمر حتى اليوم ينبض بحب اليمن الكبير ..

ويحصنه ضد الطغاة .. والمستعمرين ..

ومن لا يعرف النشيد الوطني اليمني، فهو لايعرف عبدالله عبدالوهاب نعمان، ومن لا يعرف عبدالله عبدالوهاب فهو لا يعرف عبدالوهاب نعمان ، ومن لا يعرف عبدالوهاب فهو لم يعرف الاستاذ احمد النعمان ....

ومن لا يعرف عبدالله والاستاذ النعمان و مناضلي النعمان فهو لم يعرف اليمن.

صحيح ان كل شعر الفضول عجن باليمن، غير ان ثمة قصيدة نادرة شدتني واذهلتني في آن وانا اقرأها اذ احسست ان الفضول يعبر بها عن اليمن الآن، وهو غير مستغرب على الفضول شعره الوطني ذي اللون الموسيقي والفني واللغوي المائز البليغ ...

 

: " قَلْبِيْ يُزَلْزَلُهُ حَنِيْنُهْ

وَيَكَادُ يُبْكِيْنِيْ أَنِيْنُه

حُزْنَاً عَلَىْ وَطَـنٍ بِهِ قَدْ عِشْتُ تَحْضَنُنِيْ جُفُوْنُهْ

وَحَيْيْتُ تُفْرِحُنِيْ أَمَانِيْهِ وتُتْرِحُنِيْ شُجُوْنُهْ

عَطِرُالرِّحَابِ كَأَنَّمَا فِيْهَا يَمُجُّ المِسْكَ طِيْنُهْ

مَهْمَا تَبَدَّا وَجْهُهْ

رَثَّاً تُجَلِّلُهُ غُصُوْنُهْ

هُوَ مَوْطِنِيْ لِيْ غَثُّهُ عَبْرَ الحَيَاةِ وَلِيْ سَمِيْنُهْ

حَدِبَتْ عَلَيَّ سُهُوْلُهُ وَحَنَتْ عَلَى قَلْبِيْ حُزُوْنُهْ

مِنْ غِيْبَتِيْ .. وَمِنَ اغْتِرَابِيْ عَنْهُ .. أَرْأفُ بِي سُجُوْنُهْ

عِزُّ الحَيَاةِ بِهِ عَلَى الأَيَّامِ .. قَدْ رَسَخَتْ حُصُوْنُهْ

مَاجَاءَ يُطْفِىءُ ضَوْءَهَا

فَسْلُ النُجَارِ وَلامُهِيْنُهْ

وَالْيَوْمُ أَشْهَدُهَا كَرُوْحِ القَبْرِ يَغْشَاهَا سُكُوْنٌهْ

تَمْشِيْ بِلاَ فَرَحٍ وَلاَ مَرَحٍ تُحَرِّكُهَا لُحُوْنُهْ

مَهْمُوْمَةٌ كَمَزَاجِ مَدْيُوْنٍ تُجَهِّمُهُ دُيُوْنُهْ

خَشَبِيَّةٌ

نَاقُوْسُهَا الخَشَبِيُّ لاَيَعْلُوْ رَنِيْنُهْ

وَكَأَنَّنِيْ مَعَ أَعْجَمِيٍّ لَسْتُ أَدْرِيْ مَارَطِيْنُهْ

حَتَّىْ الْنَّدَا مِلْحٌ

وَحَتَّىْ الْفَجْرَ لاتَبْدُوْ فُتُوْنُهْ

والأُغْنِيَاتُ مَنَاحَةٌ وَالْنَايُ مَبْحُوْحٌ أَنِيْنُهْ

كمْ رُحْتُ أَرْسَفُ وَسْطَهَا

كَالْسِّجْنِ يَلْعَنُهُ سَجِيْنُهْ

مُلِئَتْ بِأَرْوَاحٍ بِهَا الْشِّيْطَانُ قَدْ شُرِعَتْ قُرُوْنُهْ

وَحْشِيَّةُ الْجَنَبَاتِ فِيْهَا الْسُّوْءُ جُنَّ بِهِ جُنُوْنُهْ

لَمْ يُبْقَ فِيْ أَخْلاَقِهَا

صِدْقُ الْوِدَادِ وَلاَ مَتِيْنُهْ

أَوْ يَلْقَنِيْ مِنْ نَاسِهَا مَنْ فِيْ خِلاَقِيْ أَسْتَبِيْنُهْ

أَوْ أَصْطَفِيْهِ سِوَى أَخٍ بِالخَيْرِ قَدْ عَبَقَتْ سِنِيْنُهْ

وَكَأَنَّهُ وَادٍ بِغَيْمِ الْفَجْرِ قَدْ كُسِيَتْ مُتُوْنُهْ

فِيْ رُوْحِهِ سَرَحَتْ أَصَالتُهُ بِنُبْلٍ لاَيَخُوْنُهْ

مُتَحَصِّنٌ فِيْ نَفْسِهِ

كَالْلَّيْثِ لاَيُؤتَى عَرِيْنُهْ

مَاأَخَطأَ الْتَّقْدِيْرَ فِيْ شَيءٍ وَلاَ أَثَمَتْ ظُنُوْنُهْ

لَمْ يَأتِ بَعَدَ بِأَرْضِهِ

مِنْ أَهْلِهَا مَنْ قَدْ يَكُوْنُهْ

هُوَ وَحْدُهُ فِيْهَا الصَّحِيْحُ يَرَى الصَّحِيْحَ وَيَسْتَبِيْنُهْ

يَرْعَى الإِخَاءَ كَأَنَّهُ ضُوْءٌ بِهِ مُلَئَتْ عُيُوْنُهْ

مَاجَاءَ عَبْرَ مَسِيْرِهِ فِيْ الْعُمْرِ آثَامَاً تُشِيْنُهْ

عَصْمَاهُ مِنْ كَبَوَاتِهِ فِيْهَا مُرُوءَتُهُ وَدِيْنُهْ

وَضَّاحُ لَمْ تُعْتَمْ بِهِ

نَفْسٌ وَلَمْ يَطْفَأْ جَبِيْنُهْ

تُخْفِيْ الْبَشَاشَةُ هَمَّهُ والْهَمُّ أَثْقَلُهُ دَفِيْنُهْ

كَالطَّوْدِ لَمْ يَسْكُنْ بِهِ رُرَْقٌ وَلَمْ يَوْطَأ حَصِيْنُهْ

مِعْطَاءُ لَوْ مَلَكَ الْسَّمَا لَسَخَتْ بِأَنْجُمِهَا يَمِيْنُهْ "

الرحمة والخلود للشاعر النعمان وكل مناضلي اليمن الابرار