مدينة جعار بأبين تودع أبو المساكين إمام وخطيب الجامع الكبير

متفرقات - Saturday 13 July 2019 الساعة 08:00 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

شيعت مدينة جعار بمحافظة أبين الحاج سليم محمد الصبيحي، إمام وخطيب جامع جعار الكبير بمديرية خنفر محافظة أبين، الذي توفي عن عمر ناهز (75) عاماً بعد صراع مع المرض.

ويعد الحاج سليم الصبيحي علماً من أعلام محافظة أبين يشع منه نور الإيمان وينطق لسانه بالحكمة والموعظة الحسنة.

ويعد مؤسس جامع جعار الكبير، هذا الصرح الديني الكبير، كما يعد أحد الشخصيات الاجتماعية والوطنية البارزة في مدينة جعار، حيث كانت له أدوار دينية وتوعوية مختلفة نشرت قيم الوسطية والاعتدال، ووقف بقوة وحزم ضد عناصر التطرف والغلو في محافظة أبين، وحمل فكرا مستنيرا ودفاعه المستميت وعانى نتيجة ذلك الملاحقات.

كما يعد إحدى الهامات العلمية والدينية الحافظ والمعلم، حيث قضى عمره الطويل في خدمة الدين والقرآن وخدمة بيوت الله وخدمة الناس وإصلاح ذات البين والسعي في الخير ومساعدة المحتاجين والداعية المصلح، عرفته أبين شيخا مربيا وداعية نصوحا ومصلحا اجتماعيا وجوادا كريما ومعتدلا وسطا.

وكانت تقام الأمسيات الرمضانية قبيل إقامة صلاة العشاء والتراويح في مدينة جعار تعيش لحظة فنية روحانية حين ينطلق صوت الحاج سليم الصبيحي، رحمه الله، من خلال ميكروفونات جامع جعار الكبير منشدا بالأنشودة الصوفية:

يا رب ياعالم الحال 
إليك وجهت الآمال
فامنن علينا بالاقبال
وكن لنا واصلح الحال.

وتتبعه الحناجر داخل الجامع وخارجه مرددة معه في انسجام وتجل وروحانية يقطرها صوت الحاج سليم الصبيحي المميز بنبراته الحادة الممزوجة بالحزن، وبقيت هذه الأنشودة في ذاكرة أبناء مدينة جعار كإحدى الأيقونات الرمضانية مصحوباً بأصوات المنشدين.

كان الحاج سليم الصبيحي رجلاً قلبه معلق بالمساجد، حريصاً على نصح الناس وإرشادهم، مسارعاً في نجدة الملهوف وإغاثة المنكوب، وكانوا يرجعون إليه عند حدوث النزاعات فإذا حكم في شيء كان حكمه عدلا مرضيا مقبولا من الجميع، فلم يترك بابا من أبواب الخير إلا وكانت له مشاركة فيه، وكان مكتبه روضة إصلاح بين الناس عند التخاصم والتنازع.

سيرة الحاج سليم حافلة بالمنجزات المباركة والمواقف الخالدة حتى صار مفخرة أبين كلها، وكان قلب جعار النابض بالخير.

برحيله خسرت أبين رمزاً من رموز الدعوة والإصلاح، وستبقى حياته التي كرسها لخدمة الناس ودعوتهم نافذة يشع منها النور في سماء أبين حتى لقب بأبو المساكين وأيقونة مدينة جعار.