بني حماد، العين، الحجرية.. غداة الاستشهاد وصباح الحداد (صور)
تقارير - Tuesday 03 December 2019 الساعة 05:39 pmكسِيفة أطلت الشمس.. باردة.. غداة الاستشهاد وصبيحة الحداد على ريف بني حماد ومدينة العين وبلاد الحجرية/المعافر، (اليوم) الثلاثاء 3 ديسمبر/ كانون الأول 2019.
السماء الملبَّدة بالحزن وأبخرة كثيفة من شهيق وزفير الأرض وأوتادها كما لو أنها تحجبت أو احتجبت ريثما تستبين أمراً..
سائلة وادي بني حماد بين شاهقين لم تتوقف عن الجريان.. لكن الصوت المميّز عن بُعد، للمياه المندفعة في المجرى الصخري المتدافع نزولاً إلى بطن الوادي الذي يصب أخيراً في الضباب.. ضباب بني حماد فوادي الضباب، حاكى البكاء لا الهدير.
من علِ.. عند سفح شاهق عمّ السكون البارد.. وتجمّدت الريح عند أقدام التلال.. صعداً حتى سماء "بني يوسف" ومشارف "المناخ" تقابلها تلال الصلو.. وخلالها جميعاً انزرع في مواقعهم جنود العميد يؤدون واجب الخدمة والوفاء وتحية يوم جديد للقائد... الشهيد.
"العين" مدينة ناهضة.. وهي معقل القيادة ومنطلق التأسيس ومركز التكريس للواء 35.. لكن "العين" هذا الصباح لم تغالب الدموع. بصمت وجلال بدت المدينة بملامح بطل جسور يتكتّم أحزان قلب مفطور..
المواسط والمعافر والشمايتين.. الحجرية وريف تعز نهضت ليوم شغلها الوحيد فيه الحزن والترقب والسؤال نفسه تكرر في الأسواق: التشييع اليوم..؟
امتلك العميد عدنان الحمادي بيتاً في كل قلب..
يستحيل أن لا تلاحظه..
أن لا تلمح ملامح عدنان في الوجوه والأعين..
أن لا تتميزه صوتاً في كل صوت وحياة في الأحياء..
فاجعة الرحيل انجلت لوناً آخر..
يمتزج التحدّي بالحزن والغياب بالحضور..
لتستعصم البلاد بالمجيد..
ترجماناً لحياة لا تبيد ولديمومة دافقة..
كما مسير ومسيل مياه تتفجّر من جوف جبل بني حماد..
أستعيد أو يحضر البردوني هنا:
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولادة من صباها ترضع الحقبُ
وما يزال بحلقي ألف مبكية
من رهبة البوح تستحيي وتضطربُ
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا...؟
إن السماء ترجى حين تحتجبُ