سيناريوهات رعاية "التوسُع الحوثي" في جبهات الجوف ومأرب
تقارير - Saturday 29 February 2020 الساعة 09:32 pmفي وقت تصاعدت حدة القتال والمعارك وسط أنباء عن خسائر كبيرة و تقدم للمليشيات الحوثية في المتون، دان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، بشدة التصعيد العسكري في محافظة الجوف في شمال اليمن.
ودعا غريفيث كل الجهات المعنية لوقف كل الأنشطة العسكرية في الجوف ومأرب ونهم، وللعمل مع مكتب المبعوث لتحقيق هذا الهدف.
كما شدد غريفيث على أن الأطراف تتحمل مسؤولية العواقب الإنسانية الوخيمة التي يتسبب فيها هذا التصعيد.
وتنقل مصادر عن مراقبين أن الحوثيين يسعون للاستفادة من الأزمة التي تعيشها (الشرعية) لتحقيق مكاسب ميدانية وتحسين شروط أيّ تفاوض مستقبلي.
وبعد ساعات من استكمال مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، سيطرتها على مديرية الغيل بالجوف، اعترفت قيادات وناشطو حزب الإصلاح بسقوط المديرية. وعزوا السقوط إلى خيانات قيادات في الجيش وضعف الإمكانيات.
وشهدت المواجهات زيادة كبيرة منذ أيام، حيث تشن مليشيا الحوثي هجمات مستميتة على مواقع القوات الحكومية في مديرية الغيل، نتج عنها السيطرة على عدد من مواقع الجيش. وقالت المصادر، إن القوات الحكومية تراجعت من مركز المديرية، فيما استطاعت المليشيا التقدم بعد معارك عنيفة، استُخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.
ولفتت إلى أنه ورغم تكبد الحوثيين خسائر بشرية كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية في الغيل، إلا أنهم واصلوا هجماتهم للسيطرة على مركز المديرية. وذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي، شنت قصفاً مدفعياً وصاروخياً على مواقع القوات الحكومية في مديرية الحزم المحاذية للغيل.
وقال غريفيث، في بيان: "إن الموجة الأخيرة من التصعيد مثيرة للإحباط والفزع الشديدين، وأشعر بالانزعاج بشكل خاص من الموقف العسكري المتهور الذي يتعارض مع رغبة الأطراف المعلنة في التوصل لحل سياسي. إن المستفيدين من هذا التصعيد في الجوف يقوضون بشكل جدي فرص السلام الذي يستحق اليمنيون الحصول عليه بشكل عاجل."
وحذر غريفيث من أن الأطراف ليس لديها وقت لتضيعه، كما وأكد مجددا على أنه لا بديل عن تسوية سياسية يتم الوصول إليها عن طريق التفاوض.
وأضاف: "إن الثمن الذي يدفعه اليمنيون في هذه الحرب باهظ للغاية. يستحق اليمنيون ما هو أفضل من الحياة في ظل حرب لا تنتهي، وعلى قادتهم أن ينصاعوا لرغبة اليمنيين في السلام فورًا".
وربطت المصادر الإصرار الحوثي بالتحولات السياسية المتسارعة التي يشهدها الملف اليمني والرغبة في الضغط على محافظة مأرب المجاورة، والاقتراب من الحدود السعودية، قبيل الدخول في أيّ مشاورات للحل النهائي في اليمن.
وتسلط الأضواء على جولة جديدة من الضغوط والتحركات المواكبة والداعمة لخطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث لاستئناف مسار التفاوض بالقطع مع الخلفيات السابقة والتخلي عن أي اشتراطات على صلة باتفاق ستوكهولم.
وأكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة، متطابقة، في العاصمة السعودية الرياض وفي العاصمة المؤقتة عدن، طرح استئناف المفاوضات مع المليشيات الانقلابية الحوثية، ذراع إيران في اليمن، خلال لقاءات ومباحثات الوفد السويدي برئاسة وزيرة الخارجية السويدية ويرافقها المبعوث السويدي إلى اليمن.