الحوثيون يسرِّعون التجنيد الإلزامي والتعبئة العامة في الحديدة (تحقيق)

تقارير - Sunday 05 April 2020 الساعة 11:56 am
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

حالة من الهستيريا نحو التحشيد والتجنيد تطبع مؤخراً سلوك وتحركات المليشيات الحوثية في الحديدة وأريافها بزيادة عما كانت عليه الأمور دائماً وباستمرار في وقت تنشط مسارات التحفيظ والتعليم العام والمحليات في جهد مشترك لاستقطاب مقاتلين بأي طريقة، بينما تعاني المليشيات نزيفاً حاداً في جبهات الساحل وعزوفاً عن الالتحاق بها.

بيانات الرصد والمصادر المحلية أوضحت مضاعفة المليشيات ومشرفيها في المديريات ومراكز العزل والبلدات الصغيرة في مديريات الحديدة الخاضعة لسيطرة ذراع إيران لجهود وأعمال التحشيد وتجنيد الشباب والطلاب وصغار السن، خصوصاً مع توقف الدراسة وتأخير الامتحانات النهائية إلى أجل غير مسمى.

تجنيد تحت طائلة الوعيد

مصادر نيوزيمن قالت إن ما لا يقل عن 15 شاباً من زبيد جنوبي الحديدة، هم أفراد مجموعة جديدة من نفس المديرية، انضموا إلى دورة عسكرية قائمة لمجاميع من مختلف المديريات. وكان مشرفو المليشيات ووجاهات محلية استقطبوا مؤخراً عشرات الشباب وتوجه معظمهم للقتال في جبهات الجبلية والفازة والمجيليس بمديرية التحيتا.

وتزايدت عمليات التصعيد العسكري والهجمات والزحوف ومحاولات التسلل التي تقوم بها المليشيات في مختلف جبهات الحديدة، وتعاني المليشيات من نزيف كبير في صفوفها جراء الخسائر الفادحة التي تتكبدها تباعاً على يد القوات المشتركة، بمن فيهم القيادات العسكرية والميدانية.

وطبقاً للمصادر المحلية، يطالب القيادي الحوثي المدعو يحيى غالب عباد، من كل عائلة كبيرة/قبيلة في زبيد تجهيز شاب تحت طائلة الوعيد والإنذار بالرفع بالأسماء للمليشيات والإلزام بالذهاب القسري إلى الجبهات.

في نفس السياق بمديرية زبيد تنفذ المليشيات، بقيادة المدعو يحيى عباد، وإشراف مندوب الميليشيات في مدينة زبيد المدعو أبو زيد، دورة (ثقافية) لعدد 30 مدرساً من قرية الشباريق بعد أخذهم إلى صنعاء، وتسلمهم الأخير من الأول.

وفي الاتجاه الآخر، شمال وشرق الحديدة، كانت مصادر محلية قالت لنيوزيمن، إن كلاً من جعفر حسن اسماعيل وسامي فرج، قاما، يوم الثلاثاء التاسعة صباحاً، بإيصال اثني عشر طفلاً من ريف المراوعة إلى مدينة الحديدة. وأغلب الأطفال هم من قرية الشعراء، وجيء بهم للمشاركة في جبهة الساحل، وتم تسليمهم للمدعو أبو علي الكحلاني مدير أمن الميليشيات بالحديدة.

وفرضت المليشيات على المناطق والمديريات عدداً متساوياً من المجندين بصفة الإلزام، كما هو الحال في مديريات جنوب الحديدة.

طلاب التحفيظ

وغير بعيد أيضاً، كلف القيادي المتحوث عصام دعبوش، المعيَّن مديراً للتحفيظ بمحافظة الحديدة، مدرسي التحفيظ بإقناع الطلاب بالالتحاق بجبهات الساحل.

أفادت شهادات أهالٍ أن مدرسي التحفيظ يستقطبون ويحشون رؤوس التلاميذ بالأفكار المنحرفة والمحرضة على العنف و"القتال ضد الدواعش".

وتحث رسالة داخلية للمليشيات الحوثية، اطلع عليها نيوزيمن، مدرسي التحفيظ على إقناع الطلاب: بأن التدريب سيتم في الحديدة نفسها، وأنهم لن يشاركوا مباشرة في الجبهات، ولن يخرجوا لأي جهة غير "الدفاع عن الحديدة إذا تم اقتحامها من قبل العدوان".

"حالة استنفار هستيرية"

وقالت ثلاثة مصادر متطابقة في شمالي وجنوبي الحديدة ومدينة الحديدة، إن الميليشيات لديها "حالة استنفار هستيرية للحشد هذه الأيام، الأمر الذي يحتمل التخطيط لمزيد من التصعيد والهجمات في جبهات الساحل، خاصة بعد عزوف الشباب عن الالتحاق بهم".

وتحصي مصادر القوات المشتركة، خلال الشهر الأخير فقط؛المئات من القتلى الحوثيين في جبهات الدريهمي وبيت الفقيه والتحيتا وحيس، إضافة إلى مدينة الحديدة، علاوة على أعداد كبيرة من الجرحى وتدمير مخازن أسلحة وآليات وعتاد واستحداثات مختلفة.

ولم تتوقف تحركات رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الأهدل، بهدف التحشيد والعمل في أوساط موظفي الكليات في إطار ما يسميه رفد الجبهات بالمال والرجال.

الزينبيات أيضاً

البرامج ذاتها تتكرر بطريقة أو بأخرى في القطاع النسائي وعبر دورات وزيارات مكثفة لم تستثن مديرية بواسطة الزينبيات، وتولي المليشيات هذه المناشط النسائية اهتماماً مضاعفاً، وتوفر لهن إمكانات تحرك وتنظيم واستهداف وتحشيد كبيرة مادية وعينية.

واستدعت المليشيات لدورات نسائية عشرات الفتيات والشابات من مديريات برع والمراوعة وجبل راس وغيرها إلى دورات وفعاليات أقيمت في مدينة الحديدة وزبيد. وشملت تحركات الزينبيات جزيرة كمران أيضاً.

الاستحداثات الميدانية

يشار أن مصادر القوات المشتركة تعاقبت على رصد عمليات استقدام المليشيات مقاتلين بعد أن قامت بتدريبهم في معسكرات تابعة لها جنوب الحديدة وفي جبل راس وزجت بهم إلى جبهات حيس والدريهمي والتحيتا والجاح.

كما رصدت المصادر ومشاهد مصورة استحداثات كبيرة وتمركزات وحفريات خنادق وأنفاق في مدينة الحديدة وبصورة أكبر وأكثر في جبهات الدريهمي وحيس والجاح والتحيتا، مع تمركزات في مزارع المواطنين والمنازل التي هجرت منها السكان وتموضعت فيها وجعلتها منطلقاً لهجماتها.

ودمرت القوات المشتركة تباعاً استحداثات مشابهة ومخابئ وتحركات في أكثر من محور وقطاع، وخسرت المليشيات أعداداً متزايدة من عناصرها.

جلب المتقاعدين

لكن الأمور لا تتوقف عن حد، وباشرت مليشيات الذراع الإيرانية استحداث كيان عسكري جديد بإعادة الاعتماد على أفراد وقوام القوات السابقة التي صرفتها المليشيات والمتقاعدين. وفي وقت سابق كشفت معلومات خاصة، حصل عليها نيوزيمن، إقرار المليشيات الحوثية إنشاء قوات حزام أمني لمدينة الحديدة، على أن يتم تشكيلها من القوات التي تم إحالتها إلى التقاعد من كافة الوحدات العسكرية والأمنية، مقابل صرف نصف راتب كل شهرين.