الشرعية ليست تهاني وتبريكات "الجنرال" الأحمر "للمشير" هادي بكل شاردة وواردة وهزيمة

السياسية - Tuesday 26 May 2020 الساعة 09:56 am
نيوزيمن، كتب/محمد عبدالرحمن:

الشرعية ليست مكتب هادي لاستقبال التهاني والتبريكات بالأعياد الوطنية التي لم يعد لها صدى في الواقع، وليست شلة الأنس التي تدير مكتب هادي وتصدر القرارات التي تطعن في كبد الشرعية وتفكفك بنيانها وتحرفها عن مسارها الوطني، وليست جماعة الإخوان التي خطفتها وتنفذ بها أجندتها.

الشرعية ليست تهاني وتبريكات "الجنرال" الأحمر "للمشير" هادي بكل شاردة وواردة وهزيمة، وليست صورة على حائط غرفة الفندق للأخ الرئيس بخليفة ملونة بالعلم الوطني، وليست كمية الاتصال المجاني بين النائب والرئيس مستغلين الرقم المجاني للاتصال بين غرف الفندق، وليست تغريدات الرئيس ولايكات النائب لها، وليست المشير الركن والفريق الركن والألقاب الزائفة.

الشرعية ليست وزراء وسفراء متسولين في بلدان العالم، وليست مسؤولين غائبين عن البلاد وأوضاعها، وليست مسؤولين لا يعرفون من بلادهم وشعبها إلا كيف ينهبون ويسترزقون ويسرقون، وليست التجوال في بلدان العالم للسياحة والاستجمام والتجارة، وليست السيارات آخر الموديلات والشقق السكنية، والتأمينات البنكية

الشرعية ليست قيادات عسكرية تخون المبادئ وتحوّل المعارك إلى تجارة واستثمارات وتهريب وبيع الأسلحة، وإهانة دماء المقاتلين، وحرف بوصلة الحرب من هدفها الرئيسي صنعاء إلى أهداف خاصة بجماعة معينة وأهداف خاصة، وليست وزير دفاع لقوة بشرية وهمية يستلم مستحقاتها لحسابه الخاص.

الشرعية ليست ضجيجا إعلاميا وأهازيج وأغاني، وليست مجموعة خطابات نمطية ومحشوة بالكذب والكلمات المنمقة والعبارات الرصينة، وليست مجموعة إعلاميين يهرجون ويسبحون بحمدها لأنهم عبرها يمتهنون الارتزاق والتدليس والتغييب المفضوح للحقائق، وليست بيعا وشراء للمواقف الوطنية حسب الرغبة الرئاسية.

الشرعية ليست خذلان الناس في عدن وتركهم للموت واطباق الحصار وشن الحرب عليهم، وليس تلك الدبابات والمدافع التي تطعن في ظهر المقاومة الجنوبية، وليست من تطعن القوات المشتركة في الساحل الغربي وتبيع الحديدة للعدو الحوثي، وتخذل أي مقاومة تنهض لقتال الكهنوت واستعادة صنعاء.

الشرعية ليست الحديث عن الجمهورية والعمل على سلخ أهدافها من مضامينها الوطنية، وليست ادعاء الوحدة وفي نفس الوقت تحشد المقاتلين والأسلحة لقتال الجنوب، على الرغم أن الشمال هو من أعلن الانفصال، وليست سحق الناس وأهدافهم في حرب كان يمكن لها أن تنتهي سريعاً.

ما يفعله هادي وجنرالاته وجماعة الإخوان باسم الشرعية هو ذبح اليمنيين من الوريد إلى الوريد، الشرعية بأيديهم مخطوفة ومنزوعة المشروعية، ولا يمكن أن يحققوا شيئا من تلك الأهداف التي تبنتها الشرعية الفعلية المتمثلة بالمجتمع وأهدافه وأحلامه، وإذا أردنا أن نصل إلى نهاية لهذه الحرب وتحقيق استعادة صنعاء لا بد من استعادة الشرعية المنهوبة بيد الإخوان.