غوتيريش وإبداء القلق.. هذا أقصى ما تملكه الأمم المتحدة لمنع حدوث كارثة صافر

السياسية - Sunday 16 August 2020 الساعة 10:05 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

لم يسبق أن كانت الأمم المتحدة في موقف أضعف في مواجهة كارثة على وشك الحدوث، مثلما نراها اليوم، فيما يتعلق بتعاملها لمنع وقوع كارثة صافر، إذ كل ما تملكه هو إبداء القلق، بطريقة بدت فيها المنظمة الدولية عاجزة تماماً عن عمل شيء لاحتواء الكارثة.

طيلة الأشهر الماضية، كانت الأمم المتحدة في موقف أقل ما يمكن وصفه بالهزيل في مواجهة تعنت مليشيات الحوثي الرافضة السماح لفريق فني لتقييم حجم الأضرار التي تبدو عليها السفينة، وواجهت ذلك التعنت بإبداء القلق كأقصى ما يمكنها القيام به.

آخر تلك المواقف المعبرة عن القلق كانت للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والذي سرد مجموعة من المخاطر التي يحملها انفجار الخزان النفطي في عرض البحر الأحمر في موقف لا يحمل أي جديد بقدر ما تكرر صيغة تعابير أصبحت مألوفة.

لم يقدم خطاب غوتيريش المعالجات الضرورية لإنقاذ بيئة البحر الأحمر من كارثة محدقة ستستمر آثارها السيئة لنحو ثلاثين عاما قادمة، وستطال تأثيراتها ملايين المواطنين ممن يعلمون في مجال الصيد بقدر ما سرد كلمات فضفاضة لن تحد من الكارثة.

قلق غوتيريش يأتي بعد نحو شهر من تحذيرات مماثلة أطلقها مجلس الأمن بالتحرك العاجل لمنع الكارثة، وهي دعوات تحمل من السخافة قدرا كبيرا لناحية الجهة المخاطبة بالدعوة كما تكشف تدليلا رفيعا حظيت به الذراع الإيرانية، وقدمتها الأمم المتحدة كما لو انها بحجم دولة عظمى كالولايات المتحدة أو ان مراوغتها ورفضها المتكرر لاجراء الصيانة لخزان صافر لن تكون كارثة يدفع ثمنها الأجيال لنحو 30 عاما قادمة.

التراخي الأممي يهدد بحدوث كارثة ستكون الأشد ضررا مثلما أحدث اتفاق استكهولم مآسي للمدنيين ودفع بالآلاف منهم لقائمة المواطنين الذين دمرت حرب الذراع الإيرانية حياتهم.

قليل جدا من الخبراء من يعرفون الكلفة البيئية والاقتصادية، لمقدرات البيئة البحرية اليمنية التي ستواجه الكارثة حال وقوعها.

فنحو 126 الف صياد سيفقدون مصدر دخلهم في مناطق الصيد علاوة على فقدان نحو 850 الف طن من الاسماك الموجودة في المياه اليمنية، كما ان الكارثة تهدد بفقدان 969 نوعا من الأسماك الساحلية واسماك الأعماق والتي سيقتلها النفط المتسرب، فضلا عن 300 نوع من الشعاب المرجانية التي ستختفي من المياه اليمنية، جراء النفط الخام لعدم وصول الاكسجين والشمس إليها.

أضف إلى ذلك أن تأثيرات الكارثة المحتملة ستمتد لنحو 30 عاما قادمة بحسب بعض التقديرات، وستكون أسوأ كارثة محتملة على الإطلاق.