عبدالله.. صياد تهامي سرق لغم حوثي حياته وشرَّد أطفاله

المخا تهامة - Friday 28 August 2020 الساعة 02:31 pm
الحديدة، نيوزيمن:

حينما كان عبدالله قائد علي، متجهاً إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة في أحد أيام 2018، لم يكن يعلم أن لغماً حوثياً سيزهق روحه.

كان حينها عائداً من عمله كصياد في البحر وأراد أن يؤدي صلاته بعد أن اغتسل وتطيب وتوجه إلى أحد المساجد في منطقة موشج بمديرية الخوخة.ِ

وبعد أن فرغ من الصلاة وهو في طريق عودته إلى المنزل، غيَّر لغمٌ حوثي مساره باتِّجاه المقبرة لِيسكن قبرًا عِوضًا عن منزله.

لقد مزق اللغم الحوثي جسده، وحوله إلى أشلاء تطايرت في الهواء، وقطع أوصاله وتناثرت قطع صغيرة من اللحم على الأرض، في مشهد حزين ومرعب مما تركته آلة الموت الحوثية.

خلف ممات ذلك الرجل الذي كان يعمل في الصيد كسائر أبناء تهامة، تسعة أطفال، خمسة بنِينَ وأربع بنات، وتركهم يكابدون ويلات الحياة بأجسادهم الطرية، بلا سند.

يَتحدّث والده عن الحادثة الأليمة وقلبه يعتصر ألمًا قائلًا، زرع الحوثيُّون في الأماكن كلها ألغامًا، حتى البيوت، وقد انفجر أحدها بابني وقطّعه إلى قِطع صغيرة، وفجَّر قلوبنا معه، لم نجد لجسد ابني أثرًا سوى قطعة صغيرة جمعناها في قطعة قماش.

يضيف، إن الحادثة جعلت أنفسنا تسكنها الخوف من أن نقع ضحايا الألغام الحوثية، إذ إننا من الممكن أن نودِّع الحياة في أيّة لحظة بسبب تلك الألغام المزروعة بكلِّ مكانٍ.

يوضح والد عبدالله بصوت حزين ومؤلم عن رحيل ابنه الأكبر ومُعيلهم، لقد كان عبدالله المُعيل الوحيد لنا، فأنا مُسِنٌّ لم أَعد أقوى على العمل، وأطفال الشهيد ما زالوا صغارًا لا يستطيعون العمل لِخدمتنا.

أُسرة عبد الله، واحدة من آلاف الأُسر التي فقدت مُعيلها الذي كان العمود الذي يُسندها في هذه الحياة المؤلمة.

وبِفعل مليشيات الظلام الحوثية، أصبحت تلك الأُسرة مشردة وتعيش تحت خط الفقر، ومجردة من حقوقها وتفتقر لأقلِّ مقوِّمات الحياة الطبيعية بسبب استمرار إجرام المليشيات في مناطق الساحل الغربي.

• نقلا عن المركز الإعلامي لألوية العمالقة