إمارة الإخوان المسلمين بتعز تشرعن السيطرة على الريف بتعيين عدول من قياداتها

تقارير - Thursday 10 September 2020 الساعة 12:27 am
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

بدأ الإخوان المسلمون في تعز فصلاً جديداً من توسيع سلطاتهم الحزبية باسم الشرعية في المحافظة، وهذه المرة اتجهت إمارة الإخوان المسلمين نحو بنية المجتمع المحلي واستهدافه بجواسيس حزبيين ومسؤولين أمنيين على شكل عقال أو "عدول" كما يطلق عليهم في الريف.

في مدينة تعز استبدل الإخوان المسلمون عقال الحارات القدامى بعقال جدد ينتمون للإصلاح الذراع السياسي لحركة الإخوان، وخصوصا تمت عملية اختيار عقال الحارات من القيادات الأمنية الصغيرة المنتمية للإصلاح والمتواجدة في قوات الأمن التابعة للداخلية.

وتعقد قيادات الأمن في تعز اجتماعات متواصلة مع عقال الحارات الجدد الذين تم تدريبهم للعمل كجواسيس ومخبرين لصالح قيادات امارات الإخوان المسلمين والتي تدير المحافظة من مقر فرع الإصلاح في شارع جمال بتعز.

هذا التشكيل الأمني الجديد للإخوان والذي يرتبط بكل احياء وحارات المدينة وصولا إلى قرى الريف يكشف جانبا من العقلية القمعية والتسلطية للإخوان وعدم قدرتها على التعايش مع المجتمع الا بشروط وإجراءات وقيود وتجسس ووشايات.

من جبل حبشي وجبل صبر كانت بدية تمدد إمارة الإخوان في توسيع شبكتها الأمنية وتوظيف كل مؤسسات الدولة وحتى بنية المجتمع لصالح العمل الحزبي حيث تم تسمية عقال جدد "تطلق عليهم في الريف تسمية عدول مفردها عدل قرية أو عدل منطقة تضم مجموعة قرى".

هذا التوجه الجديد يقصد به اخضاع كل المجتمع حتى على مستوى الريف لسيطرة آلة القمع الإخوانية وفرض إجراءات ترهيب لاحتواء وقمع أي تحرك أو نشاط أو رفض لممارسات إمارة الإخوان المسلمين في المحافظة.

العدل يمثل رابطا بين الدولة والمجتمع الريفي فهو يقوم بحل المشاكل والتعريف بالناس في حالات معينة ورفع الزكاة إلى إدارة المديرية، ويرتبط بإدارة الأمن والمديرية منذ نحو نصف قرن كآلية حفظ الأمن وإصلاح مشاكل الناس، وان عجز عن حلها يرفعها إلى إدارة الأمن أو إلى محكمة المديرية.

طريقة اختيار العدل هي مهمة المجتمع من خلال توافق أبناء كل منطقة على شخص يرونه مناسبا لهذه المهمة أو كان العدول يتوارثون المنصب الشرفي هذا من آبائهم واجدادهم وبموافقة أبناء المنطقة الذين يزكون الابن بدلا عن ابيه ولم يكن المنصب مفروضا من جهة امنية كما تفعل امارة الإخوان المسلمين في نظامها الجديد بتعز.

لم يكتف الإخوان بأن يعينوا مدير المديرية ومدير الأمن ومدير قسم الشرطة وعناصر النقاط الأمنية في الريف، بل تجاوزوا ذلك إلى التعدي على خصوصية بنية المجتمعات الريفية وطريقة إدارتها لشأنها ليفرضوا عليها قياديا إخوانيا ممثلا للمجتمع هو أساسا رجل أمن ومخبر للجماعة وليس ممثلا عن مجتمعه ومنطقته.

هذا التغول والتوحش في السلطة والتسلط من قبل الإخوان المسلمين بتعز وباسم الشرعية يؤسس لسلطة قمع ونظام المشرفين الذي أسسته مليشيات الحوثي، مع فارق أن المليشيات أبقت على بعض المسؤولين السابقين وعينت لهم مشرفين، في حين إمارة إخوان تعز تعين المسؤولين جميعاً والتسلط على المجتمع أيضاً باختراق بنيته وتعايشه.