مزقت أجساد البعض ورافقت الإعاقة الآخر.. مأساة عثمان وألغام الحوثي

المخا تهامة - Sunday 20 September 2020 الساعة 11:00 am
الحديدة، نيوزيمن:

خلفت آلات الموت الحوثية "الألغام" العديد من المآسي وقتلت الأبرياء في كل مكان، على شاطئ البحر وعلى قارعة الطريق، حتى في فناء المنزل، موت يتوسد التراب، ويظهر فجأة ليخطف الأرواح ويمزق الأجساد ويفصل الأعضاء عن بعضها لتبقى الإعاقة هي الرفيق الدائم للكثيرين في رحلة الحياة الصعبة.

المواطن (عثمان محمد عبدالله)؛ من أبناء مدينة الصالح، الواقعة شرق مدينة الحديدة، متزوج وأب لثلاث إناث، بُترت قدمه، واستشهدت إحدى بناته، وأصيبت أخرى بجروح، وفقدت أمه حاسة السمع؛ إثر انفجار لغم حوثي زرعته المليشيات في فناء منزله.

يقول عثمان: نزحت من منزلي خمسة أشهر كاملة، تعذبت فيها كثيراً، ولم أستطع إيجاد مكان للعيش فيه أنا وأسرتي، حاولت العودة إلى مدينتي، بعد أن سمعت أنها قد حررت من سيطرة المليشيات الحوثية.

ويضيف: “رجعت إلى منزلي فرحاً بعد التحرير، جلست في المنزل ثلاثة أيام وكانت الألغام مدفونة تحتنا، ولم نكن نعلم، وبينما كنت أضع ابنتي على الأرض في فناء المنزل، انفجر بنا لغم حوثي، إحدى بناتي ثناثر جسدها أشلاء وفارقت الحياة على الفور، أما الأخرى فقد أصيبت بشظايا في بطنها، وأمي فقدت سمعها وأنا بترت قدمي، لقدت تحولت فرحتي بالعودة إلى منزلي بعد غياب قسري طويل إلى مأساة حزينة ومؤلمة للغاية.

وما أسرة عثمان إلا واحدة من عشرات الأسر التي فتكت بها الألغام الحوثية؛ قتلى وجرحى ومشردين، وما تزال مآسي سقوط ضحايا الألغام تتكرر كل يوم ولم تتوقف، في قرى ومدن محافظة الحديدة بالساحل الغربي.