“الكهرباء” تحدث انقساماً في مجتمع المخا.. بدء الخدمة التجارية وانتظار دعم السلطة للمعدمين

المخا تهامة - Tuesday 22 September 2020 الساعة 10:38 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

قرب شاطئ البحر حيث تزداد رطوبة الجو، يعمل محمد منصور في صيدلية يديرها في المخا منذ سنوات، وحاجته إلى تيار يدير دفة المروحة المعلقة على السطح تظل أمراً ضرورياً بالنسبه له.

ذلك أن الهواء الجاف والساخن يحول عمله الذي أحبه إلى جحيم، كما يمنعه من أداء مهمته بالطريقة التي أحبها، ولذا فهو بحاجة ماسة للتيار الذي يبقيه ما يقارب من خمس عشرة ساعة من العمل المتواصل داخل تلك الصيدلية.

قال لنيوزيمن، إنه غير مهتم على الإطلاق بالكهرباء التجارية، ذلك قد يجعله ينفق كافة الأموال التي يربحها على فواتيرها الشهرية عالية التعرفة، ويتمنى أن تعود المحطة البخارية للعمل لإنقاذ سكان المخا من حرارة الصيف اللاهب الموشك على الانتهاء.

تلك هي أمنية منصور، للحصول على تيار ذي تعرفة منخفضة، فالبقاء بدون كهرباء مع إبقاء السكان أمام خيار وحيد هو الاشتراك في الكهرباء التجارية يعد جريمة بحق أهالي مدينة القهوة المعروف عنهم عوزهم الشديد.

لكن منصور لا يمانع بوجود كهرباء تجارية لمن هو قادر على الدفع، ذلك أن تقديم بدائل للحصول على تيار كهربائي من جهات عدة يتيح للناس خيار الاشتراك مع الجهة التي يرغبون بها.

على مقربة منه يقف نصر محمد رزق داخل بقالة يتشارك فيها مع شقيقه، كان الوقت حينها صباحا قبل وصول درجة الحرارة إلى ذروتها.

قال وهو يمسح قطرات العرق من جبينه بمنديل ورقي، إن تكاليف شراء الوقود والزيت للمولد الذي يغذي محله بالطاقة الكهربائية، يكلفه ما يقارب 150 ألف ريال.

وبالرغم من أن تشغيل ذلك المولد يقتصر على ساعات الظهيرة والمساء، إلا أن تكاليف التشغيل تكبده ثلثي ما يكسبه شهرياً مقابل الحصول على الكهرباء.

ولناصر معضلة أخرى، إذ يعاني أحد أطفاله من ضمور في الدماغ، وقد نصحه الطبيب المعالج بنقله إلى منطقة باردة، وبحكم عمله وتواجد أسرته في المخا أجبر على شراء مولد آخر لتبريد غرفة طفله المريض في المنزل الذي يقع في حي بعيد عن محله التجاري.

يشكو ناصر من معضلة انعدام الطاقة الكهربائية والتي تكلفه مزيداً من الإنفاق عليها، وهو أمر قد لا يقدر عليه مستقبلا.

يرفض ذلك الرجل الذي يتراوح عمره بين الأربعين والخمسين سنة، فكرة ما ذهب إليه البعض من تأييد الكهرباء التجارية، ويرى أن عودة البخارية أمر لا غنى عنه، وهي الأرخص من بين خياري تشغيل المولدات أو الاشتراك في الكهرباء الخاصة.

طيلة الأسبوعين الماضيين، دار نقاش حاد بمجموعات الواتس آب كثيرة العدد في المخا حول بدء شركات تجارية بإيصال الكهرباء للمواطنين، إذ يرى البعض منهم أنها بمثابة تقديمهم للذبح بسبب فواتير الاستهلاك الشهرية المرتفعة، فيما شرح آخرون أنها خيار معقول للقادرين والذين يستخدمون المواطير الخاصة بما تحتاجه من تكاليف وقود وصيانة، ويبقى المعدمون يجب أن توفر لهم السلطة دعما مناسبا يساعدهم على الاشتراك.

كتاباتهم الطويلة والنقاش الذي لا ينتهي كان يعبر عن ذعر المخاويين من انتهاء مشروع حيوي كان يمد نصف مدن الجمهورية بالطاقة وهي المحطة البخارية، لكن آخرين يرون خلاف ذلك، وهو أن الكهرباء التجارية خير الأشياء للحصول على الطاقة وإن كانت بأسعار مختلفة عما كان سائدا من قبل، مجانية الخدمة مع انعدامها تماما.

يقول مالك محل آخر رفض ذكر اسمه، إنه في آخر المرات دفع نحو 100 ألف ريال، وكان ذلك المبلغ جزءاً من الفاتورة الشهرية للمساهمة في إصلاح المحطة البخارية، لكن التيار لم يأت كما لم يعد إليه المبلغ الذي دفعه.

يضيف، إن الشركات التجارية قد تساهم في تدمير المحطة البخارية، أقدم محطات توليد الطاقة في المناطق الشمالية كأمر مسلم به، لكن بقاء المخا بدون كهرباء أمر غير محبب للكثير من سكانها خصوصا ملاك المحلات التجارية، ويرى أن الكهرباء التجارية مع وجود منافسات من أكثر من شركة لبيع الطاقة قد تحقق التوازن فيما يتعلق بتعرفة الفاتورة الشهرية.

طقس سيء

بالنسبة لطقس المخا فيوصف بالأسوأ على الإطلاق وباعتقاد من عاشوا في مدن أخرى ذات جو حار فإن طقس المخا مختلف كليا بسبب الرطوبة العالية.

فالهواء الساخن الذي يشوي الوجوه، يترك آثاره السيئة على الأجساد أيضا خصوصا الأطفال، حتى الأشخاص الذين يجلسون داخل منازلهم المعتمدة على أجهزة تلطيف الهواء باستخدام الطاقة الشمسية أو المولدات، يطالهم أذى الهواء الساخن أيضا.

كما أن الرطوبة العالية والحرارة المرتفعة تجعل عمر المولدات أقصر، أو أنها سريعة العطل دائما وبحاجة إلى إصلاح مستمر مما يكلفهم مزيدا من الأموال.

والحل بنظرهم هو عودة المحطة البخارية للعمل مع توسيع دائرة المشتركين في خدماتها عبر إيصال الخطوط وإصلاحها للمناطق القريبة من المخا موزع والوازعية وذو باب وباب المندب وأرياف المخا وحيس وكافة المناطق المحررة والقريبة من المحطة.