أشهره "الجرداني" عسل شبوة.. مهنة مئات الأسر على أرض "النفط"

متفرقات - Thursday 19 November 2020 الساعة 02:22 pm
شبوة، نيوزيمن، أبوبكر العولقي:

من المعروف عن أهالي محافظة شبوة التعلق الشديد بموطنهم الطبيعي الغني بالخيرات، فعلى الأرض النفطية، تشكل أيضا مهنة النحل والعسل عموداً اقتصادياً لمئات الأسر الشبوانية.

ووديان شبوة مليئة بأشجار السدر والسمر، وهي غذاء النحل المفضل لمئات النحالين عند استخراج أطيب أنواع العسل بل إن هواية جنيه موسم توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد.

وعسل شبوة مثله مثل النفط يصدر للخارج، غير أن عائده لا يذهب لجيوب الفاسدين والنافذين والشركات الأجنبية بل إنه مصدر عيش لمئات الأسر العاملة في تربية النحل وبيع العسل والتي تصدره إلى عدد من الدول على رأسها دول الخليج كالسعودية والإمارات وعمان.

وأشهر عسل في شبوة هو "سدر جردان" المستخرج من واد يحمل ذات الاسم، ويعد المنافس الشرس للعسل "الدوعني" واكتسب اسم "جردان" مكانته بعدد من الدول كون سكان مديرية جردان هم من صدره وتاجر به خارجياً نتيجة جودته العالية.

جردان شوكة الميزان

وعسل جردان ذاع صيته في الآفاق منذ عشرات السنين، وتغنت به قصائد الشعراء ولحنه كبار الفنانين في الأغاني إثر جودته وقيمته كعلاج طبيعي لدى الشبوانيين.

ودلالة على جودة عسل جردان، غنى فنان العرب الراحل أبوبكر سالم بلفقيه "ﻣﺪ ﻟﻲ ﻳﻤﻨﺎﻙ ﻭﺍﻃﻌﻤﻨﻲ ﻋﺴﻞ ﺟﺮﺩﺍﻥ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ".

أما المطرب خالد عبدالرحمن: "خذ من الفايدة والوجيدة.. لي في الوسل نوب جردان.. يلقي عسل... نوب جردان".

وأخرى "صبولي من الفنجال صافي من عسل جردان".

ووادي جردان يعتبر أحد أهم مراعي النحل الموسمية نظراً لخاصية العزل النباتي الذي يمتاز به.

والعزل النباتي هو عدم إزهار أي نبات آخر في موسم إزهار شجرة السدر وهو ما يمنع اختلاط العسل بمراع أخرى تؤثر على جودته، وفق عوض محمد ابوبكر عبقور، أحد أشهر النحالين في المنطقة.

يشير عبقور لـمراسل"نيوزيمن"، إلى أن وادي جردان يمتاز أيضا بملاءمة الجو للنحل من خلال ضآلة نسبة رطوبة الجو ما يعني عدم وجود أمراض تفتك بالنحل، كما يقول عبقور.

ويضيف إن وادي جردان ووادي عبدان يمتازان بكثرة انتشار شجرة السدر أو ما يعرف بـ"العِلب" ويتكاثر بعدد من الأودية بمحافظة شبوة.

الحرب تعيق التصدير

ويعمل عبقور في تربية النحل منذ سنة 2007م، تعلم ذلك من والده ثم "بدأت أفكر أن يكون لدي نحل خاص بي، عندها اشتريت 30 خلية نحل ووضعتها قريبة من المنزل".

بعد 13 سنة تنامت مكاسب عقبور الذي أصبح يملك أكثر من أربعمائة خلية ويجني مردودا "لابأس به، وخصوصا في الوقت الرهن الذي تمر به اليمن من الحروب والازمات".

وحسب النحال عقبور فإن الأزمات والحرب التي تعيشها البلاد تعد السبب الرئيس في عزوف الآلاف عن الشراء نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار العسل.

ويشير إلى أن العاصمة صنعاء والعاصمة عدن والحديدة كانت تستهلك شهريا في موسمه أطنانا من العسل، ولكن الطلب فيها انخفض نتيجة المواجهات المسلحة المستمرة، لافتا إلى أن 60% من تجارته تضررت بسبب الأوضاع الحالية.

ويضيف عبقور "أصبح الكاد تغطية تكاليف الإنتاج من معدات ونقل بين الأودية بحثاً عن المراعي والأشجار".

عوض أكرم، تاجر عسل، يرجع أسباب تكدس العسل بالأسواق اليمنية، نتيجة توقف عملية التصدير، ونشوب الحرب في المدن الكبرى.

وعزا سبب توقف التصدير لانعدام الأمان وإجراءات المنافذ الحدودية البرية والفيروسات المنتشرة هذه الأوقات، ما صعب تصدير عسل شبوة النفطية إلى الخارج.