فيما تدمر أذرع إيران الوطن.. فتيات اليمن يدفعن العجلة الاقتصادية المعطَّلة بنهضة مشاريعهن الخاصة

إقتصاد - Saturday 20 February 2021 الساعة 07:05 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

إلى جانب صور الحرب في اليمن والدمار الذي عبثت من خلاله أذرع إيران في البلاد والمواطنين، كانت هناك صور أخرى مُشرفة لفتيات حولن هذا الواقع الأليم المفروض عليهن إلى عمل، حيث بدأن طريقهن بأقل الإمكانات، وانطلقن نحو خوض أشرس معركة في الحياة، تدور رحاها حول تحقيق الذات، في عالم يبذل قصارى جهده ليجعلك كالبقية، لتظفر بالسبق بين الرائدات، يمنيات يحاولن بكل ما أوتين من قوة علهن يدفعن العجلة الاقتصادية المعطَلة.

من قلب محافظة صنعاء، التي لا تزال تحت سلطة مليشيات ذراع إيران، شيماء خالد محمد الكبسي، بدأت مشروعها كعمل فني منذ 10 سنوات كهواية لاستغلال أوقات الفراغ، وتم تنفيذه على أرض الواقع والمواقع في شهر سبتمبر 2020.

تقول شيماء لـ"نيوزيمن": "بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، وانعدام الوظائف في الجهات الحكومية، فكرت بمشروع خاص، حيث بحثت عن أفضل المشاريع التي تتناسب مع ميولي، فافتتحت مشروع "JM7 Events" خاص بتصميم الثيمات، والتوزيعات والتغريسات، وتزيين أعياد الميلاد، بالإضافة لتغليف الهدايا، وطباعة اللوحات الجدارية، وصناعة الشموع المعطرة، وطباعة الصور على الشموع.

يبدو أن صنعاء عصية على الحوثي، فلا تزال الفتيات يحركن عجلة الريادة، فبالرغم من صغر سنها إلا أنها بدأت مشروعها الخاص في تغليف الكتب كهدايا مميزة تُحبب القارئ لاقتنائها وتبادل الهدايا بها، نُرهان نبيل الجديري، من محافظة صنعاء، أصرت عبر "متجر نور" لتقديم الكتب بشكل ملفت للعين والقلب..

"نرهان" أحبت القراءة، عشقت الكتب واتخدتهم أصدقاء لها فلم تترد لحظة عن إنشاء مشروعها الخاص والذي يعتمد على إظهار الكتاب بأجمل حُلة ممكنة كهدايا مغلفة يستطيع الناس تبادلها.

أما عن محافظة تعز لم تلعن فتياتها الظروف السيئة وأصررن أن يبدأن مشوار آلاف ميل بخطوة، "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة" هكذا لخصت مُدرسة اللغة الإنجليزية، نجود محمد الصلاحي -من محافظة تعز والتي تقطن حاليا مدينة صنعاء، طالبة الماجستير قسم ترجمة في الأكاديمية اليمنية- حديثها عن مشروعها "Lily bouquet"، مشروع تصميم وتزيين الهدايا..

السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت نجود كثيرا في إشهار مشروعها وذلك عبر منشورات تمويلية بالفبسبوك. 

أما في عدن عاصمة الحب والسلام، تألقت العدنيات وذاع صيتهن في ريادة الأعمال وافتتاح المشاريع، مشروعا تلو الآخر، من معالم النجاح نظرت "أكابر" إلى مشاريعها تتحقق على أرض الواقع مبتدئةً من مدينة ولادتها ممتدة إلى مدن أخرى، أكابر منصور عبدالله أحمد الجعدني، مواليد عدن، درست الاقتصاد، بعد أن نجحت ومضت قدماً في مشروعيها في العاصمة عدن، اتجهت صوب المدينة التاريخية "صنعاء"، مشروع مطعم "المطبخ العدني"، بعد أن نجح مشروع كافيه أكابر في عدن وتلاه مشروع الصالة الرياضية النسائية الذي لاقى قبولاً ورواجاً كبيراً بين الشابات. 

فيما سنوياً تُقيم أكابر حفلا سنويا لفتيات عدن تُعرض فيه مشاريعهن الخاصة، ليتم فيه العرض والترويج والشراء والبيع، يضم احتفالا ضخما وفقرات فنية غنائية.

لم تنس العدنيات مشاريع الجمال والاهتمام بالبشرة، فقد ناضلت سماح من أجل حلم بات بين أضلعها لأجل الانتصار له، هكذا بدأت وانتصرت وذاع صيتها.

تقول كمال، أثناء حرب 2015 وجدت نفسي في مأزق بالغ الصعوبة بعد توقف عملي وإيقاف المرتبات، لأبدأ فكرة المشاريع الخاصة حيث فكرت بعديد مشاريع صغيرة منها بيع الوجبات السريعة، لكنها فكرة لم تكن مجدية، كذلك فكرت في بيع البخور لكن أيضاً الفكرة لم تكن مواتية ولا مجدية.

وأضافت، في نهاية المطاف اتبعت ضوءاً رسمه لي قلبي، قلب يعشق الأشياء الجميلة واتجهت صوب عمل الكوافير والجمال والأناقة، وتوجهت فعليا لذلك، وتطورت لتعلم فنون الاهتمام بالبشرة وكل جديد في مجال المكياج وفن الأناقة وغيره، ومن زبونة إلى اثنتين إلى عشر إلى المئات والآلاف، وما هي إلا أشهر قليلة حتى ذاع صيت عملي، وليس بشهادتي ولكن بشهادة الجميع..

حرصت سماح على أشياء كثيرة في عملها منها الأمانة والإتقان والتعامل الحسن اللطيف الذي جذب النساء إليها، حيث قالت "كنت حريصة على انتهاج قاعدة أساسية وهي أن كل زبونة هي أنا وكل فتاة تريد أن تكون الأجمل وكل لحظة جميلة يجب أن تصنع بإتقان".