الفنان الغابري يكتب عن الفقيد حمود عيسى: آخر ما قال لي "خاطرك لعنة الله على حياة الذل"
متفرقات - Friday 12 March 2021 الساعة 03:29 pm
أخي المهاجر زمان الفرد قد ولى..
أول نشيد غناه الفنان الضابط الثائر حمود زيد عيسى في الأيام الأولى لثورة 26 سبتمبر، حمل البندقية وآلته الموسيقية واتجه للمواقع الأمامية للدفاع عن الثورة.
في نفس الوقت كان له برنامج شعبي هام جدًا (صالح علي) وكان من أهم البرامج التي تحاكي الشعب بكل فئاته الثقافية برنامجه هو وحده جبهة، كنت وأنا فتى أنا وبعض رفاقي نصغي إليه بكل فرح.
في السبعين يومًا كثف نشاطه الثوري، ذهب هو ورفيقه الفنان الكبير العظيم علي الآنسي إلى كل موقع ومعهما الرفيق نعمان المسعودي والمهندس علي هواش ومعلمي الرائع المصور خالد السقاف.
قافلة إعلامية فنية لم تترك موقعًا إلا ونشطت فيه، كنت أستمع للحبيب حمود زيد عيسى بكل شغف وهو من أجاد الأغنية الرائعة بالفصحى (يا من هواه وأعزه واذلني.. كيف السبيل إلى وصالك دلني).
للعزيز الفقيد حمود زيد عيسى أغانٍ عدة كنا نسمعها بعد الثورة إلى جانب أناشيده وبرامجه الهادفة الرائعة. كان معجبا ومفتونا بأغاني وأناشيد الفنان العظيم محمد مرشد ناجي (المرشدي).
"أنا الشعب زلزلة عاتية
ستخرس أنفاسهم قبضتي
أنا الشعب قضاء الله في أرضي
على قبضة إصراري
سيفنى كل جباري
ولن يقهر تباري"
و"بالله عليك يا طير يا طير يا رمادي
صف الجناح يا طير... وردني بلادي
أنا فدى السلال فدى بلادي.. فدى حقول البن في كل وادي" بنفس مناجاة حمود زيد عيسى أخي المهاجر غنى وأنشد المرشدي.
اتفق الاثنان بوقت واحد ليغنيا لعودة المغترب ليهنأ بثورته وهكذا فعل القدير علي الآنسي وعلي السمه ومحمد حمود الحارثي وفرسان خليفة ومحمد قاسم الاخفش واحمد السنيدار ومحمد البصير وأحمد الابرش وأحمد المعطري.
النصوص كانت تهل على الفنانين يتناولون مما كتب سابقًا ويزودون بنصوص معاصرة مواكبة للثورة؛ مطهر الارياني، عباس المطاع، محمد ناصر العنسي، علي بن علي صبرة، محسن الجبري، وعدد آخر لم تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم.
بعد أيام قلائل من وفاة اللواء علي علي السلال كنت أنا وحمود زيد عيسى من ضمن "المطوبرين" في بريد الحي السياسي لنحظى بنصف الراتب التقاعدي للعام 2017م، كان حزينا على وفاة رفيقه علي السلال.
أثناء ما نحن في الطابور تذكرنا أيام النضال بالفن والكبرياء، تذكرنا نعيم الثورة وبعض الإخفاقات؛ إلا أن ما نحن فيه من وضع هو الإخفاق كله.
وصلنا إلى أمام المحاسب، كان حمود زيد عيسى قبلي بالضبط، لأني سمحت له أن يكون قبلي.. كان معه الكرت التقاعدي القديم، لم يتسلم نصف الراتب بسبب قدم الكرت، تجرع الغصة ونظر إلي قائلا لي: "خاطرك لعنة الله على حياة الذل". ودعته بألم، كانت برفقته إحدى قريباته كبيرة السن أيضًا.
يا للحسرة..!
من يومها لم التق الرائع حمود زيد عيسى إلى أن سمعت بوفاته أمس صباحاً، لروحك السلام والسكينة والطمأنينة أيها الفنان الرائع الكبير حمود زيد عيسى.
هذه الصورة عام 1985م وهو يودعنا نحن المغادرين إلى تونس لإحياء الأسبوع الثقافي اليمني هناك، كان مديرًا لمطار صنعاء الدولي.
*من صفحته على فيس بوك