آ وصف مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدراسات الستراتيجية والبحث العلمي فارس السقاف, الحملة الإعلامية التي تشنها أطراف من حزب "الإصلاح" التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" على الرئيس عبدربه منصور هادي, على خلفية تهنئته للرئيس الانتقالي المصري عدلي منصور, بأنها حملة ظالمة.
وقال السقاف في تصريح لـ"السياسة", إن "ما يحدث في مصر يجب أن يقيم في إطار الشأن المصري, لكن عندما يتم إسقاط هذا الأمر على اليمن فذلك غير منطقي, لأن تهنئة الرئيس تندرج في الإطار البروتوكولي المتعارف عليه, فلا ينبغي للإخوان أن يتدخلوا فيها سواء كان ما حدث في مصر انقلابا أو غير انقلاب, فالتهنئة صائبة, وهناك كثير من الزعماء هنأوا الرئيس عدلي, وأتساءل هنا ألم يرسل الرئيس محمد مرسي رسالة يهنئ فيها الرئيس الإسرائيلي (شيمون بيريس) والتزم باتفاقية كامب ديفيد, وفسر هؤلاء الأمر على أنه إجراء بروتوكولي وأمر واقع, ونحن كمسؤولين في اليمن اعتبرنا ذلك شأنا مصريا".
وسرد السقاف أمثلة من حملة "الإخوان" على الرئيس هادي قائلا "سمعت أن أحد عناصر "الإخوان" قال إن الثورة الشبابية أتت بالرئيس هادي, وآخر, قال: لولا أن الأمر سيؤول بفائدة إلى بقايا النظام لأسقطنا الرئيس هادي, وثالث قال لا للتمديد لهادي".
وأوضح السقاف "أن هادي لم يأت عبر الثورة ولا يجب أن يمن عليه بهذا الأمر, فالرئيس جاء إليه الناس وكان ضرورة ومنقذا للبلد, وهو لم يطلب الرئاسة بما في ذلك ترشحه للانتخابات, ونحن لا نستطيع أن نقول إن الثورة الشبابية أسقطت النظام السابق كاملا, فهذه الثورة غير مكتملة وعندما أرادوا أن يتولى هادي السلطة خلال 90 يوما عندما كان نائبا للرئيس قالوا بمن فيهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح, يجب أن يكون هادي, ثم قالوا هو رئيسنا التوافقي, فالإخوان كانوا أحوج إليه ولم يكن هو في حاجة إليهم, والآن يريدون أن يمنوا عليه بهذا الأمر مع أنه اعترف بالثورة وبالشباب وأكد على التغيير ولم يحد عن ذلك".
وأضاف السقاف "على الإخوان أن يدركوا أن هادي رئيس البلاد وله مقامه ويجب أن يكون لديهم حصافة في التخاطب معه, وهذه الحملة ظالمة وموجهة ضده, إضافة إلى أن ما ردده المتظاهرون في التظاهرات المؤيدة لمرسي في اليمن بأن "مرسي رئيسي" كما قالوا, هو أمر غير مقبول فهل يعقل أن يقول اليمنيون هذا الكلام الذي يدل على أن هناك خلطا فلا ينبغي التعامل مع رئيس الدولة بهذا المعيار فهم يتعاملون معه وكأن لكل طرف منهم نصيبا فيه".
من ناحية ثانية, استبعد السقاف وجود قرارات جمهورية جاهزة متعلقة بالاعتذار للجنوب.
وقال إن توجيهات الرئيس هادي إلى الحكومة بتنفيذ النقاط العشرين والـ11 نقطة المتضمنة الاعتذار للجنوب عن حرب العام 1994 وحروب صعدة الستة, هي صيغة توجيه تمثل قرارا رئاسيا وليس قرارا جمهوريا.
ولفت إلى أن توجيه هادي إلى الحكومة هو في حد ذاته قرار رئاسي ملزم للدولة بأكملها بالتنفيذ.