400 قتيل وجريح ضحايا اشتباكات قبلية غرب دارفور

العالم - Friday 09 April 2021 الساعة 02:24 pm
نيوزيمن، وكالات:

ارتفع عدد القتلى من جراء الاشتباكات القبلية في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بالسودان، إلى 132 قتيلا، حسبما أعلن واليها الخميس، بينما أفادت مصادر طبية عن تجاوز عدد الضحايا 400 قتيل وجريح.

وقال والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، "عدد القتلى حتى الآن حسب التقارير الطبية (...) 132 قتيلاً".

 وأضاف إنّ الأوضاع الآن "مستقرة نوعا ما، لا قتال، وخدمات الكهرباء والمياه عادت إلى المدينة"، ولكنّه أشار إلى "أعمال نهب".

وتزامنت تصريحات الدومة مع بيانات طبية تظهر ارتفاع عدد ضحايا الأحداث الدموية المستمرة في الولاية إلى أكثر من 400 بين قتيل وجريح، إضافة إلى تشريد عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.

وأوضحت لجنة أطباء الولاية في أحدث إحصاءات صادرة عنها ارتفاع عدد القتلى في مدينة الجنينة إلى 125 قتيلا والجرحى إلى 208 جرحى، إضافة إلى سقوط نحو 67 قتيلا وجريحا في منطقة السريف حتى الأربعاء.

وأشارت اللجنة إلى أن هذه الإحصائيات تشمل فقط الحالات التي استطاعت الأطقم الطبية الوصول إليها أو وصلت إلى المستشفيات، مما يعني احتمالية وجود أعداد أخرى من الضحايا لم يشملها الحصر.

وأوضح الدومة أن الأحداث الراهنة بدأت في الثالث من أبريل ب"جريمة"، انفجر القتال على إثرها.

وقال "كان مواطنون يستقلون سيارة في طريقهم إلى الجنينة (...) أطلقت عليهم مجموعة النار فقتلت منهم ثلاثة، والمجموعة ذاتها أطلقت النار على الذين كانوا يشيعون القتلى الثلاثة".

وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان هذه الرواية فضلا عن بعض سكان المدينة.

وأفاد والي غرب دارفور أن "المليشيات" التي شاركت في القتال "جاءت من خارج المدينة" وبعضها يرتدي ملابس عسكرية.

وقال إنّ "الذين شاركوا في القتال مليشيات لا هدف لها سوى النهب والسلب وبعضهم يرتدون أزياء عسكرية وآخرون يرتدون الكدمول"، وهو غطاء للرأس والوجه تستخدمه القبائل البدوية في مناطق دافور ودولة تشاد.

وأضاف إن "هذه المليشيات عابرة لدول الجوار الإقليمي، بعضها جاء من تشاد والبعض من ليبيا لكن من دون عِلم هذه الدول، كما جاء البعض من شمال دارفور وجنوب دارفور ومنطقة وادي صالح بوسط دارفور".

وكشف أنهم استخدموا "أسلحة ثقيلة".

 إلى ذلك ذكرت لجنة الأطباء أن المسعفين يواجهون صعوبات في التحرك داخل المدينة بعد تعرض سيارات إسعاف إلى إطلاق نار.

وقالت في بيان "تعرضت اليوم (الخميس) عربات الإمداد والإسعاف إلى إطلاق نار أثناء محاولتها الوصول إلى مخازن منظمة الصحة العالمية"، مضيفة "نفد بالفعل الكثير من الأدوية".

وعلّقت الأمم المتحدة أعمالها الإنسانية في الجنينة وألغت رحلاتها الجوية إلى المدينة التي تُستخدم كمركز لتقديم المساعدات الإنسانية إلى 700 ألف شخص.

وكان قُتل في يناير الماضي، نحو 50 شخصا في اشتباكات بين مجموعات تنتمي إلى قبائل عربية وأخرى تنتمي إلى قبيلة المساليت.

ويعاني إقليم دارفور الواقع في غرب البلاد من اضطرابات منذ العام 2003، عندما حملت السلاح مجموعات تنتمي إلى أقليات إفريقية بحجة تهميش الإقليم سياسيا واقتصاديا، في وجه حكومة الخرطوم التي ناصرتها مجموعات عربية.

وتراجعت حدة القتال في الإقليم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن الاشتباكات القبلية ما زالت مصدر التهديد الرئيسي للأمن في الإقليم.

وتأتي هذه الاضطرابات بعدما أنهت بعثة حفظ السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد) رسميا مهمتها في إقليم دارفور في نهاية ديسمبر الماضي.

 وكانت هذه المهمة التي بدأت في العام 2007 ترمي إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.

ووضعت حدا لمهمتها بناء على طلب الحكومة الانتقالية في السودان التي تسلمت الحكم بعد البشير وجعلت من إحلال السلام أولوية.

ووقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام العام الماضي في جوبا مع عدد كبير من المجموعات التي قاتلت في دارفور.

غير أنه سقط أكثر من ألف قتيل وجريح في عدد من مناطق دارفور في أحداث دامية جرت عقب توقيع اتفاق السلام، مما يشير إلى هشاشة الأوضاع وخطورة وجود عدد كبير من الحركات الرئيسية، مثل حركة عبد الواحد محمد نور والمتشظية الأخرى التي يقدر عددها بأكثر من 80 حركة خارج الاتفاق.

و يذكر أن ضحايا الحروب التي شهدها إقليم دارفور منذ العام 2003 تجاوز 300 ألف قتيل، وأجبر بسببها نحو 4 ملايين شخص على النزوح إلى معسكرات جماعية بحثا عن الأمان.