من الجبهات إلى المستشفيات.. الحوثي يقتل الأطفال

تقارير - Tuesday 18 October 2022 الساعة 08:58 pm
صنعاء، نيوزيمن، هديل محمد:

بشكل متسارع، يواصل الوضع الصحي تدهوره منذ سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على مؤسسات الدولة في صنعاء وعدد من المحافظات، مع انتشار واسع للأوبئة القاتلة، حيث تسببت سيطرة ذراع إيران على القطاع الصحي، في تفشي الأوبئة والأمراض الفتاكة وتزايد حالات الوفيات ومعظمها من الأطفال، بعد أن أهملت المليشيا منذ سيطرتها على الدولة، الخدمات الصحية وأوقفت حملات التحصين، ومنعت دخول اللقاحات، وساعدت على دخول الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية.

الخميس، وبعد فشل وزاة الصحة التابعة لذراع طهران في اليمن، في محاولاتها التغطية على الجريمة التي هزت الرأي العام بوفاة 21 طفلا (مرضى اللوكيميا) من أصل 45 طفلا في صنعاء وفقا لمصادر متطابقة، بعد حقنهم بدواء فاسد، وصمت الوزارة أكثر من 3 أسابيع عن الجريمة، اعترفت الوزارة الحوثية بوفاة 10 أطفال من بين 19 طفلاً قالت إنهم "حُقنوا بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية، في مستشفى الكويت"، محملة أسباب هذه الكارثة لما أسماه بيان الوزارة بـ"العدوان".

مراقبون اعتبروا ذلك محاولة للمليشيا في التنصل من المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الجريمة، والتغطية على أتباعها وكلاء وتجار الأدوية المتورطين في الجريمة، وذلك أيضا ما اعتبرته منظمات حقوقية "محاولة للتهرب من المسؤولية ومحاولة تنصل غير أخلاقية ومحاولة رمي التهم قبل إجراء أي تحقيق محايد" مؤكدة أن هذا الأمر "يضع تساؤلات كبيرة حول وثوقية ما قدمته جماعة الحوثي من معلومات".

وكشفت مصادر صيدلانية لـ"نيوزيمن" أن دواء “methotrexate” الذي تم حقن الأطفال به، وكيله في صنعاء شركة (الأخوة فارما)، وهو من إنتاج شركة (سيلون لاب) الهندية، المعروفة بتصنيع أدوية رخيصة الثمن غير مطابقة للمواصفات، يتم استيرادها بشكل رسمي من قبل وكلاء أدوية حوثيين بصنعاء، وليست مهربة كما ادعت المليشيا.

النائب في البرلمان الحوثي عبده بشر طالب المجلس السياسي للحوثيين بإقالة وزير الصحة في صنعاء، وتحويله مع من تسببوا بهذه الجريمة إلى المحاكمة، مضيفا في تدوينة له "يكفي استهتارا وعبثا وتطبيلا للباطل".

ويؤكد الدكتور رفيق الشرعبي أن "هذه الجريمة لو حصلت بأي دولة محترمة. لما تبقى وزير صحة ولا وكلاء ولا مدير مستشفي ولا أطباء في مناصبهم"، مضيفا "المرة السابقة في لقاح الدفتيريا مشت بدون حساب"، ويتساءل "كيف يكون العلاج مهربا ووكيله المعتمد بصنعاء؟".

وتقول الدكتورة نهى العريقي: "كنت أعتقد أن وزارة الصحة (الحوثية) ما معها وجه تظهر به، إيش عتظهر تقول للشعب آسفين أو إيش، لكن اكتشف أن وزير الصحة نزل لمستشفى الكويت وبكل دم بارد يقول نحن شكلنا لجانا لمتابعة حالة الأطفال لتحسين وضع صحتهم ونعمل على ذلك 24 ساعة، ولا كأن موضوع 21 طفلا ماتوا له أهمية".

وتضيف "بالأخير تطرق الوزير للموضوع وقال نحمل دول العدوان المسؤولية لأنه بسبب الحصار ندخل أدوية مهربة".

 وتوجه الدكتورة نهى العريقي سؤالا للوزير الحوثي "إذا كان في حصار هل يحق لك تحقن أطفالا بدواء منتهي بدون رقابة بسبب الحصار وهل الحصار يمنع من محاكمة كل من له يد بالجريمة؟؟".

وعن مستوى الرعاية الصحية في ظل سيطرة المليشيا يتحدث مرافق لأحد المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء (رفض ذكر اسمه) ويقول "العناية المركزة بالمستشفى ليس فيها  مواد تعقيم وأي شخص يتكلم عن هذا الأمر يعتبروه خطرا على المرضى ويهددوه ويرجموا مريضه للشارع ويقولوا له مابش من أين ندي لكم كنت عتسير مستشفى خاص". مضيفا "يمكن لأي شخص يروح المستشفى وسيتأكد له صحة ما نقول".

وفي العام 2016 منعت مليشيا الحوثي المسلحة، السماح لمنظمة الصحة العالمية (WHO) من إطلاق حملة تطعيم الأطفال ضد مرض الكوليرا في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وطلبت من المنظمة الدولية عوضا عن حملة التطعيم واللقاحات، بتوفير أدوية محددة تختص بعلاج جرحاهم، بمزاعم أنهم في حالة حرب وقتال وليسوا بحاجة إلى مثل هكذا أدوية تختص باللقاحات، ذلك ما أدى الى وفاة 2275 حالة نتيجة الكوليرا سجلتها المنظمة ذلك العام، وتم توجيه جرعات التطعيم المخصصة للمحافظات التي تسيطر عليها المليشيا إلى جنوب السودان.

واستمرت الذراع الإيرانية في اليمن في محاربة حملات التحصين والتطعيم، وأطلقت حملة تحذيرات في 2018 ضد حملة التحصين ضد وباء الاختناق "الدفتيريا"، عبر قيادات حوثية على رأس هرم القطاع الصحي عارضت وشككت في "التلقيح"، والادعاء بأنه ينقل الأمراض.

ووفقا لمصادر طبية في صنعاء فقد منعت المليشيا على مدى السنوات الماضية، دخول لقاحات خاصة بالأطفال إلى صنعاء، ضمن المساعدات الإنسانية إلى اليمن، بحجة عدم حاجة الأطفال اليمنيين إلى اللقاحات، وطلب مساعدات علاجية أخرى تختص بعلاجات الحرب وعلاجات لا تخص التلقيح وإنما طلب مستلزمات علاجية أخرى.

ونتيجة لهذا التعنت كشفت تقارير طبية، آنذاك، أن مليشيا الحوثي، تسببت في انتشار وباء "الدفتيريا " القاتل وتسجيل مئات الوفيات في مناطق خاضعة لسيطرتها، بينهم 16 طفلا في الحديدة وحدها.