انتهاكات ممنهجة ضد اليمنيات.. ناشطات في سجون الحوثي

تقارير - Wednesday 02 November 2022 الساعة 04:25 pm
صنعاء، نيوزيمن، هديل محمد:

في فيلمها الوثائقي «محتجزات في سجون الحوثي»، الذي عرض في نادي الصحافيين السويسريين بجنيف، آواخر مارس 2021، قدمت برديس السياغي قصصا حقيقية لنساء ذقن مرارة السجون والتعذيب، كاشفة عن حجم الجرائم والانتهاكات الحوثية ضد اليمنيات، وما يتعرضن له من عنف في سجون المليشيا الإرهابية الموالية لإيران.

أما مايا أميرا مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد وصفت أوضاع النساء في ضوء الانتهاكات الحوثية، بأنّها تجاوزت مأساة الأفغانيات منذ وصول حركة طالبان المتشددة إلى الحكم في أفغانستان.

وتتفنن ذراع طهران في اليمن، في ممارسة شتى الجرائم بحق اليمنيين، وتكنّ عداء واضحاً ومفضوحاً للمرأة اليمنية، مع رغبة في الانتقام من النساء وتعنيفهنّ وممارسة كافة أشكال الاضطهاد ضدهن. 

ويعدُ ‏اختطاف الناشطات وإذلالهن نمطا من أنماط الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الحوثيون ضد النساء، منذ إعلان حربهم على اليمنيين في 2014، إذ مارست المليشيا الانقلابية انتهاكات جسيمة ضد اليمنيات ترقى إلى جرائم حرب، طالت الناشطات اللاتي تعالت أصواتهن بالرفض للانقلاب وممارسات الذراع الإيرانية.

وتصاعدت عمليات اختطاف النساء التي دشنها الحوثيون بعد انقلابهم على الدولة في سبتمبر 2014، لتبلغ ذروتها منذ آواخر 2017، ليصل عدد المحتجزات والمختطفات في السجون الحوثية في 2022، إلى نحو 1800 امرأة، بينهن المئات من الناشطات الحقوقيات والمجتمعيات والإعلاميات والمناوئات للحوثيين أغلبهن في مدينة صنعاء، تمارس بحقهنّ صنوف التعذيب النفسي والجسدي.

وتحوّلت عمليات اختطاف النساء إلى ظاهرة، في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا المدعومة إيرانيا بعد أن روّجت لما أسمته “الحرب الناعمة” التي تهدف إلى نشر الدعارة في المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر النساء، في خطاب لزعيمها عبدالملك الحوثي في مارس 2017، وجه فيه أتباعه بمواجهة هذه الحرب "الإفسادية" حد وصفه.

ولا زالت الناشطة فاطمة العرولي رئيسة منظمة الموئل للتنمية الحقوقية ورئيسة مكتب قيادات المرأة العربية باليمن التابع لجامعة الدول العربية، رهن الإخفاء القسري في معتقلات المليشيا الإرهابية؛ منذ اختطافها في 3 أغسطس 2022، من منطقة الحوبان بتعز وهي في طريقها إلى صنعاء، بسبب انتقاداتها لانتهاكات المليشيا وجرائمها بحق أطفال تعز والبيضاء بشكل خاص والمناطق الخاضعة لسيطرتها عموماً.

وكانت المليشيا المسلحة أصدرت في وقت سابق، حكما بالسجن خمس سنوات. بحق الفنانة انتصار الحمادي، بعد اختطافها في 20 فبراير 2021 من شارع حدة بصنعاء، وتلفيق تهم كيدية ضدها قبل أن تخضعها لمحاكمة وُصفت بأنها غير قانونية.

وحسب حقوقيين فإن المليشيا الحوثية تعمد إلى اختطاف الناشطات كسلاح لتكميم الأصوات المعارضة في مناطق سيطرتها، وتقوم بتلفيق التهم لهن لخلق وصمة عار لقمعهن سياسياً، متحدية بذلك الأعراف والعيب الأسود في العرف اليمني الذي يجرم الاعتداء على النساء أو الإساءة لهن.

وذكر تقرير لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية نُشر في أغسطس 2022، أن عدد النساء المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية تجاوز 1800 امرأة، تم تسجيل311 حالة إخفاء قسري، وأن 614 معتقلة من الناشطات الحقوقيات والقطاع التربوي والتعليمي، وأنه تم توثيق 96 حالة اغتصاب. وعدد من حالات الانتحار في سجون المليشيا الإجرامية، كاشفا حجم العنف الذي تعرضت له النساء على يد المليشيا الإجرامية، مما أدى إلى مقتل 1691 امرأة وإصابة 3655 أخريات.

وفي يونيو 2022 كشفت منظمة «سام للحقوق والحريات»، في تقرير لها أن النساء المعتقلات في سجون الذراع الإيرانية يتعرضن لأساليب غير أخلاقية وتعذيب جسدي ونفسي بشع، منها؛ حرمانهن من الشمس، ومن دورات المياه إلا مرة أو مرتين في اليوم، والتحقيق الطويل في ساعات متأخرة من الليل، تعرضهن للصعق الكهربائي، ورش الماء البارد، وقلع الأظافر.

ووثق «تحالف نساء من أجل السلام في اليمن» في تقرير له في يونيو 2022، عدد المعتقلات في السجون الحوثية وصل إلى 1421 معتقلة، منهن 504 معتقلات في السجن المركزي بصنعاء، و291 حالة إخفاء قسري في سجون سرية، إلى جانب 193 حالة تلقين أحكاماً غير قانونية في اتهامات بالجاسوسية وغيرها.

وحسب التقرير، تعرضت المعتقلات لأبشع أساليب التعذيب الجسدي المتنوع ما بين ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية، والصعق وإيقاف التنفس بالخنق والإغراق في الماء والوقوف على علب المعلبات المفتوحة لساعات والتجويع والمنع من الأكل والشرب لساعات طويلة، ومنع التعرض للشمس والتهوية، إلى جانب التعذيب النفسي المتمثل في الإهانة والتعذيب اللفظي والتحقير والصفع والإجبار على الاعتراف بتهم لم يرتكبنها أو تهم لا أخلاقية بشكل مخل، مع حرمانهن من حقوقهن بزيارة الأهل.