بين حذر الساحل وصمت الانتقالي.. تعز إمارة إخوانية تنتظر رياح التغيير

تقارير - Thursday 03 November 2022 الساعة 05:35 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

يقف المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية ربما على مسافة واحدة من القوى السياسية والمجتمعية في تعز باستثناء تواجد المقاومة في مساحة صغيرة داخل تعز تتمثل بفرع المكتب السياسي دون حضور في المشهد العام يوازي مكانة المقاومة الوطنية وقيادتها في الشارع.

هذا العزوف غير المبرر عن نسج الطرفين علاقات وتنسيق مواقف مع القوى التي تخنقها سيطرة الإخوان على المحافظة يمنح الجماعة الحاكمة  مساحة كافية لمنع ظهور أي صوت وإحباط أي تحرك من شأنه مناهضة التغول الإخواني في معاقل القرار والقوة العسكرية والأمنية.

لا أحد يطالب بشن حرب ضد تعز لكن المطلوب هو منح القوى السياسية والمجتمعية والمدنية دفعة لتستعيد عافيتها وتعمل على خلق ولو توازنا بمستويات معقولة وذلك لن يحصل ما لم يلتقي أداء المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية في شارع جمال بقلب تعز.

من مصلحة المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي التحالف مع الناس والقوى السياسية والمجتمعية في محافظة تعز وإنقاذ تعز من هيمنة الإخوان المسلمين وتفردهم بمصير وقرار وتوجه المحافظة.

لا يمكن أن يصدق الإخوان في وعودهم ولو أعلنوها داخل مسجد لأن مواقفهم تحددها عوامل كثيرة أولها مصلحة الجماعة وحتى عبارات الثناء التي يرسلونها للمقاومة الوطنية وقيادتها هي تكتيك مرحلي للحصول على مكاسب سياسية ومادية وتجنب فتح جبهة جديدة ضدهم في وقت يخسرون محافظات جنوبية كانت تمثل لهم الكثير.

ما يريده الإخوان في تعز هو أن تتحول المقاومة الوطنية رأس حربة لهم ضد الانتقالي وضد الجنوب وحين يكون للمقاومة وقيادتها ذات التمثيل في مجلس القيادة الرئاسي موقف مما يدور في تعز يخالف تفرد الإخوان بالمحافظة يعود الخطاب التحريضي ولغة التخوين ونبش الاتهامات ورميها إلى الواجهة وهذا ما حصل خلال الأيام الماضية.

ما يجري اليوم في تعز يكرس بقاء الإخوان متصدرين للمشهد في المحافظة بغطاء الصمت الرئاسي وعزوف المقاومة والانتقالي عن التعاطي مع تعز كجغرافيا مهمة وذات تأثير وجودي على الطرفين وهذا يعد إسنادا لبقاء الإخوان في واجهة التآمر على المقاومة الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

لم يقترب التغيير من تعز سواء بقرار رسمي عبر مجلس القيادة الرئاسي أو عبر تحفيز القوى السياسية والمجتمعية المنهكة على رفع صوتها ورفض تحويل تعز إلى إمارة إخوانية مسورة بمليشيات منفلتة وجيش حزبي بغطاء الشرعية وشعار مواجهة المليشيات الحوثية.

كما لم تتحرك القوتان الأكثر عرضة للتهديد من بقاء الإخوان في تعز في مركزهم الحالي وهو خمول غير مبرر من قبل المجلس الإنتقالي والمقاومة الوطنية منح الإخوان دفعة كبيرة لرفع سقف طموحاتهم فى إبقاء تعز إقطاعية خاصة بهم.

توجد في تعز تجارب عمل سياسي وحزبي عريقة ونقابات عمالية ومدنية ومكونات مجتمعية ونخب غير أن الجميع يتكلس داخلها خشية وخوفا من الإخوان ونفوذهم في السلطة العليا وتفردهم في القرار المحلي للمحافظة وليست تجارب كتائب أبي العباس ومحافظ تعز السابق أمين محمود وقيادة وضباط اللواء 35 بعيدة عن أذهان الجميع وكيف استغل الإخوان نفوذهم للتنكيل بخصومهم.

تنتظر تعز مبادرات تفتح منافذ الضوء وتعيد إلى الواجهة صورة المجتمع المدني وقوى اليسار الفاعلة ومكونات المجتمع التي استبشرت بنقل السلطة إلى قيادة جديدة تملك عوامل وإمكانات تغيير الواقع المظلم في المحافظة.

هناك تحالف جنوبي مع المقاومة الوطنية فرضته المواجهة مع المليشيات الحوثية في الساحل الغربي وشكل حماية للطرفين معا وهذا التحالف تفرضه المخاطر التي يشكلها التفرد الإخواني بتعز وامتلاك الإخوان جيشا ومليشيات خارج أي حضور لمكونات المجتمع أو القرار الرسمي.