الانتقالي يدعم إصلاحات الرئاسي على قاعدة التوافق.. و"الإخوان" يكرس نفسه كمعطل

تقارير - Thursday 03 November 2022 الساعة 08:24 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

حظيت القرارات التوافقية لمجلس القيادة الرئاسي، لجهة إصلاح الأوضاع في المناطق المحررة، بدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي، وأطراف أخرى في معسكر الشرعية، لكنها اصطدمت بتنظيم الإخوان، في بعض المحافظات.

وفي وقت سابق، أصدر مجلس القيادة الرئاسي عددا من القرارات الإصلاحية، شملت محافظات: شبوة والمهرة وحضرموت والجوف، وجاءت في سياق وعي عام بالحاجة الملحة لإصلاح الحكومة من الداخل.

وعكست القرارات الرئاسية إدراكا بضرورة الإصلاح داخل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية، وإبعاد الأدوات الفاسدة، إنما اعتبرها تنظيم الإخوان استهدافا لنفوذه، بينما استخدم نفوذه لمحاولة تعطيل مسار الإصلاحات.

ويبدو أن التغييرات الأخيرة في شبوة وحضرموت والمهرة، والتي أزعجت تنظيم الإخوان، قد عززت العلاقة بين مجلس القيادة الرئاسي، من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي، من ناحية ثانية.

في هذا السياق، يقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، في حديث لـ"نيوزيمن"، إن "علاقتهم بمجلس القيادة الرئاسي جيدة"، مؤكدا "أنها تقوم على قاعدة الالتزام بالتوافقات التي تضمنها اتفاق الرياض ثم مشاورات الرياض". 

وأضاف صالح إن المجلس الانتقالي الجنوبي حريص على إنجاح مهمة مجلس القيادة الرئاسي، لإدراكه بأن المرحلة الراهنة حساسة ودقيقة وتحتاج لتضافر الجهود لمواجهة التحديات الماثلة. 

في حين نفى المستشار الصحفي في وزارة الاتصالات وجدي السعدي، وجود أي خلافات بين رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، والمجلس الانتقالي، مؤكدا أن العلاقة بينهم قوية. 

وقال السعدي في منشور له على الفيسبوك، إن "خلاف العليمي هو مع أطراف وشخصيات في الشرعية تنتمي للشمال". 

ورأى السعدي أن ما "يجري في الجوف بعد إقالة المحافظ الإخواني أمين العكيمي، وما يجري في تعز منذ أيام من فوضى وتفجيرات واشتباكات مسلحة، استباقا لعملية التغييرات القادمة، يوضح من هي الأطراف التي تحاول إفشال العليمي واعاقة تحركاته وقراراته". 

لماذا ومتى يتمرد الإخوان؟ 

وانتقد سياسيون وصحافيون حزب الإصلاح على خلفية إعلانه التمرد على قرار  مجلس القيادة الرئاسي بإقالة العكيمي، وقبلها تمرده على السلطة الشرعية في محافظة شبوة. 

وقال الكاتب والصحفي خالد سلمان، إن تمرد الإخوان وتحشيدهم في محافظة الجوف، هدفه إضعاف المجلس الرئاسي، ورسالة في ذات الوقت مفادها: "ممنوع اتخاذ قرارات تستهدف مناطق نفوذهم". 

وأضاف سلمان إن "حزب الإصلاح في الواقع فرض نفسه، كمعطل للتوافق، وكاسر للإجماع"، مؤكدا أن "ما يحدث في الجوف الآن وفي شبوة في الأمس سيحدث غداً في حضرموت، في حال وجه الرئاسي بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب، وسلم مهمة حماية الحقول والشركات النفطية هناك للقوات الجنوبية". 

وقال المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، في سياق تصريحه "لنيوزيمن"، إن الإخوان، يسعون لتعطيل أي إجراءات هدفها إصلاح مؤسسات الدولة، كمحاولة للإبقاء على نفوذهم في مؤسسات الدولة والذي صنعوه خلال السنوات العشر الماضية. 

وأوضح، أن تنظيم الإخوان يدرك أن أي إصلاح سيكون على حساب تغيير منظومة الفساد الحزبية التي مكنتهم خلال الفترة الماضية من الاستئثار بموارد الدولة وقرارها السياسي.

وأضاف إن الإخوان يتمردون على قرارات الرئاسي التي لا تناسب الجماعة ما يكشف مدى تناقضهم في التعامل مع هذه القرارات فهم يؤيدونها ويطالبون بها حينما تكون لصالحهم ويعارضونها ويواجهونها بالعنف حينما لا تلبي رغباتهم.