وصية الإمام المظلل بالغمام.. الحوثي يمعن في نهب أراضي المواطنين وعقارات الدولة

تقارير - Friday 10 March 2023 الساعة 12:09 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تتفنن ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بعمليات النهب والاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي المواطنين وعقارات الدولة في صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وخلال الأشهر الثلاثة الأخرى سيرت الميليشيات حملات عسكرية لتنفيذ عمليات سلب ونهب منظم لعقارات وأراضي ومزارع المواطنين، في أحياء: الروضة، وعصر، ومديريات همدان، وصرف، وبني مطر. مساحات كبيرة قامت قيادات حوثية بالسطو عليها تحت مبررات مختلفة، تارة أن المساحات والأراضي حق آلهي وأنهم مستخلفون عليها في الأرض، وتارة أخرى أن عملية البسط تأتي تنفيذا لوصايا أئمتهم المزعومين.

وتستغل الميليشيات الحوثية سيطرتهم على السلك القضائي والأجهزة الأمنية والعسكرية من أجل تنفيذ أحكام وقرارات البسط التي تستهدف أراضي وعقارات المواطنين، وأيضا ممتلكات الأوقاف والدولة، وصولاً إلى عمليات النهب المنظمة للممتلكات الخاصة بمعارضيهم والمناهضين لإرهابهم.

تزييف لتبرير النهب

أبناء عصر غرب صنعاء، كانوا آخر ضحايا السطو الحوثي على أراضيهم، حيث تفاجأ الأهالي بقوة عسكرية تتبع قيادات حوثية عليا تقوم بالبسط على مساحات كبيرة من أراضي أبناء المنطقة تنفيذا لما أسموه "وصية الإمام المضلل بالغمام". 

والإمام المظلل بالغمام هو "المطهر بن يحيى شرف الدين (ولد في 3 يناير 1503 -توفي في 9 نوفمبر 1572) إمام الدولة الزيدية في اليمن من 1547 إلى 1572، واشتهر بقتله للأسرى والرهائن.

ويقول أحد أهالي منطقة عصر: إن الوصية مزعومة وليس لها أي أصل أو أساس من الصحة، ولكن قيادات ميليشيا الحوثي يحاولون فرضها بـ"القوة والجبروت". مضيفا إن  أبناء عصر يمتلكون منازلهم منذ 800 عام توارثوها جيلاً بعد جيل ولديهم حجج وبراهين تثبت ذلك، مشيراً إلى أنهم اقتحموا ثلاثة منازل بحجة أنها وقف.

وأكد في حديثه: "نحن لسنا عبيداً، وسندافع عن حقنا من الظلم الذي لحق بنا".

وترافقت الحملة ضد أبناء عصر، مع إطلاق ميليشيا الحوثي حملة مسلحة أخرى في مديرية بني مطر غرب صنعاء. حيث شرعت قيادات حوثية بدعم قوات عسكرية بنهب أراضي المواطنين في قريتي بيت محفد وبيت حمبص التابعتين لمديرية بني مطر وهذه المرة بحجة أن الأراضي أوقاف وحكومية.

النهب منظم

بدورها الحكومة اليمنية، وجهت اتهامات للميليشيات الحوثية بتنفيذ عمليات سلب ونهب منظم لعقارات وأراضي ومزارع المواطنين في صنعاء وباقي المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.

وأعلنت الحكومة على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، استنكارها وإدانتها بأشد العبارات لما تقوم به مليشيا الحوثي، من تسيير حملات عسكرية لتنفيذ عمليات سلب ونهب منظم لعقارات وأراضي ومزارع المواطنين، والتي بلغت ذروتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأفاد بأن أعمال السلب والنهب الممنهج التي تنفذها مليشيا الحوثي تحت مزاعم أراضي الدولة والأوقاف، وكذلك الأحكام القضائية الصادرة عن قضاة ومحاكم خاضعة لسيطرتها، تندرج ضمن مخططها للتغيير الديموجرافي، عبر تهجير وتشريد المواطنين في تلك المناطق، وتوطين عناصرها القادمين من محافظة صعدة.

وحذر الوزير اليمني من محاولات مليشيا الحوثي المتواصلة منذ الانقلاب، لإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالعاصمة المختطفة صنعاء، التي ظلت طيلة عقود حاضنة لكل اليمنيين، ومساعيها لإنشاء حزام طائفي يدين بالولاء لنظام الولي الفقيه في طهران حول العاصمة، ومخاطره على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم التنوع، وإمكانية العيش المشترك بين اليمنيين.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بإدانة هذه الممارسات الإجرامية، والضغط على جماعة الحوثي لوقف فوري لأعمال النهب المنظم لأراضي وعقارات المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تصاعد ضحايا النزاع على الاراضي 

تقرير حديث لمركز (مدنيون في الصراع -سيفيك) -وهو مركز دولي معنيّ بتأثير الصراعات على المدنيين- كشف عن تصاعد أعداد ضحايا النزاع على الأراضي في اليمن. مؤكدا أن نحو أربعة آلاف شخص في اليمن يقتلون سنوياً بسبب النزاع على الأراضي والمياه.

وأكد (سيفيك) -في تقرير له عن المناخ والصراع في اليمن- أن سكان اليمن يواجهون مخاطر كبيرة في قدرتهم على الحصول على الموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة أو في احتمال استمرار النزاع في المستقبل. موضحا أن هناك تغييرات تهدد اليمنيين وتدفعهم إلى مفاقمة النزاعات وإثارتها مستقبلاً بسبب التنافس على الموارد والهجرة.

ويقول التقرير: إن النزاعات حول الأراضي والمياه في اليمن ليست ظاهرة جديدة. وينقل عن وليد صالح، كبير المستشارين الفنيين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في عدن، القول إن الإحصاءات المقدَّمة من وزارة الداخلية، تشير إلى أن «النزاعات حول الأراضي والمياه هي ثاني أكبر سبب للنزاع في البلاد، حيث يُقتل 4 آلاف شخص كل عام في النزاعات حول الأراضي والمياه».

ولفت المركز إلى أن شح المياه والأراضي لا يزال حتى اليوم من أكبر التحديات التي تواجه اليمن، ولا تزال تتسبب في النزاعات المحلية في جميع أنحاء البلاد. إذ إن العائلات تهرب من النزاع، لينتهي بها الأمر إلى التقاتل مع المجتمعات المضيفة.