الحديدة.. المحافظة اليمنية الأكثر نزيفاً من ألغام الحوثيين
المخا تهامة - Tuesday 30 May 2023 الساعة 03:32 pmتتزايد أعداد الضحايا المدنيين، للألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- في محافظة الحديدة (غربي البلاد) يوميا، وغالباً ما يكون الضحايا من النساء والأطفال.
وتعد الحديدة، أكثر المحافظات اليمنية تلوثاً بالألغام والمتفجرات الحوثية، إذ حصدت أرواح آلاف المدنيين منذ بدأت الحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية باستيلائها على مؤسسات الدولة اليمنية في سبتمبر 2014.
وارتفعت حدة التحذيرات من كارثة الألغام الحوثية، مع استمرار سقوط الضحايا المدنيين، كقضية تؤرق حياة الملايين من اليمنيين وتهدد حاضرهم ومستقبلهم.
وتناول فريق الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة في تقريره الأخير لمجلس الأمن كارثة الألغام في اليمن وقال: "إن الاستخدام العشوائي والمنهجي للألغام الأرضية يمثل تهديداً دائماً للسكان المدنيين".
وأعلن الجنرال مايكل بيري رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "اونمها" في رسالة بالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام يوم الرابع من أبريل الماضي، أن الربع الأول من العام 2023 شهد وقوع أكثر من 100 ضحية من المدنيين نتيجة الألغام في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وأعرب بيري عن حزنه لفداحة الخطر الذي يواجه السكان مستقبلاً، حيث قال: "إنه لأمر محزن للغاية أن نفكر أن هناك أجنةً لم تولد بعد ستعاني من هذه الآفة في السنوات القادمة".
وبحسب تحديث بعثة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في 6 فبراير الماضي، فقد سجل في العام 2022م 289 ضحية من المدنيين نتيجة الألغام الأرضية، فيما سجلت 111 ضحية مدني في العام 2021م من أبناء محافظة الحديدة غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأعلن المشروع السعودي "مسام" التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمتخصص في تطهير الأراضي اليمنية من مخاطر الألغام انتزاع 400000 أربعمائة ألف لغم وعبوة خلال 5 سنوات هي فترة عمله في اليمن.
ومع تساقط مياه الأمطار الموسمية وجريان السيول في الشعاب والأدوية والتي تتسبب بكشف جزء من تلك الأجسام، أوضح "مسام" في بداية مايو الجاري أن فريق مسام رقم 26 باشر بالتدخل لتطهير حقل ألغام عثر عليه طفلان خلال رعيهما لقطيع من الأغنام من مخلفات مليشيات الحوثي في مديرية حيس جنوبي الحديدة.
وكان المرصد اليمني للألغام، في بيان له على تويتر في بداية فبراير الماضي قد حذر من خطورة العبوات الحوثية المموهة على حياة المدنيين بالحديدة.. مشيرًا إلى تسببها بمقتل وإصابة العشرات.
وأضاف إن مليشيا الحوثي قامت بزراعة عبوات مموهة على شكل حجر محشوة بمواد شديدة الانفجار، "تعمل بتقنيات متعددة، حيث يمكن أن تنفجر عن طريق الدواسة أو التحكم عن بعد أو عن طريق الكاميرا الحرارية المزودة بها".
ودعا المرصد الحقوقي، المواطنين إلى عدم التعامل مع أي أجسام مشبوهة والإبلاغ عنها.
وبحسب تقارير حقوقية، شهد اليمن أكبر عملية زرع ألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتفننت في صناعتها مليشيا الحوثي، مستفيدة من الخبرات الإيرانية.
يشار إلى إن مليشيا الحوثي الإرهابية ترفض تسليم خرائط الألغام والعبوات المتفجرة التي زرعتها بكثافة وعشوائية قبيل دحرها من المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة والتي تسببت في مقتل وإصابة العديد من المدنيين والتي تتزايد يوماً بعد يوم.
فيما تظل البعثة الأممية عاجزة عن اتخاذ تدابير تضع حدا لوقف نزيف الدم ومنع استمرار إلحاق الأذى بالضحايا الأبرياء من خلال الضغط على مليشيات الحوثي لنزع الألغام أو تسليم خرائط حقول وشبكات الألغام وبما يمكن السكان العودة إلى منازلهم والعيش بسلام وأمان.
وتكتفي فقط البعثة الأممية، بالدعوة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الإنسانية العاجلة المتعلقة بالألغام وتوفير الدعم الدولي لجهود إزالتها في الحديدة، التي تظل أكثر المحافظات تضرراً جراء المتفجرات من مخلفات الحرب، لما تسببه من تقييد لحرية التنقل وأنشطة كسب العيش للسكان المحليين خوفاً من مخاطرها القاتلة.
ورغم الجهود المبذولة والنجاحات التي حققها مشروع "مسام" وهندسة القوات المشتركة في تفكيك ونزع أعداد هائلة من الحقول وشبكات الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات والتي مكنت الكثير من السكان العودة إلى منازلهم ومزارعهم إلا أنها لا تزال تشكل تحدياً كبيراً وخطراً قاتلاً يهدد أهالي وسكان هذه المحافظة المنكوبة وتعمق جراحها أمام صمت وتخاذل المجتمع الدولي المنحاز لجماعة دموية وإرهابية.