المملكة الحوثية.. بين أوهام "الفيشي" واعترافات "القحوم"

السياسية - Thursday 08 June 2023 الساعة 03:21 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

سلطت تصريحات لافتة أصدرتها قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية، الضوء على المعركة المستمرة التي تخوضها الجماعة لفرض مشروعها الفكري في مناطق سيطرتها واعترافها بالمقاومة والرفض لذلك من قبل المجتمع رغم مرور 9 سنوات على انقلابها.

حيث نشر القيادي البارز بجماعة الحوثي يوسف الفيشي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطعاً مصوراً بعنوان "شعب وقائد" يدعو فيه إلى اتخاذ زعيم الجماعة كرمز مقدس وجامع لكل اليمنيين، حتى وإن انتهت الحرب وحل السلام وتم إجراء انتخابات رئاسية.

ويشرح الفيشي فوائد دعوته، بالقول بأن وجود "شيء مقدس" لدى اليمنيين يحمي ساحتهم من التناحر والاقتتال ويحمي الأجيال القادمة من الاقتتال على السلطة، مستشهداً بوجود أنظمة الملكية في دول الغرب، مشيراً إلى تنصيب ملك جديد في بريطانيا خلفاً للملكة الراحلة اليزابيت ووجود امبراطور في اليابان.

ويزعم القيادي الحوثي بأن الغرب الذي يمتلك "مرجعية مقدسة"، كما يقول، يرفض أن يكون لليمنيين "شيء مقدس يلتفون حوله"، ويرى بأن ذلك هو السبب في حالة الصراع والاقتتال الذي يعيشه اليمن.

وقُوبلت دعوة الفيشي بسخرية واسعة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ردوا على جهل الرجل بحقيقة أن الأمثلة التي استشهد بها في الغرب كبريطانيا واليابان هي حالات محدودة وباتت مناصب "شكلية" لدول تعتمد على الديمقراطية بشكل كامل وتتولى إدارتها حكومات منتخبة من الشعب.

مؤكدين بأن دعوة الفيشي في حقيقتها هي دعوة لتطبيق النظام الموجود في إيران وتنصيب عبدالملك الحوثي مرجعية عليا للدولة والحكم كحال منصب "المرشد الأعلى للثورة" الذي استحدثه الخميني عقب الثورة الإسلامية في 79م وخلفه من بعد علي خامنئي.

في حين اُعتبرت دعوة الفيشي اعترافاً غير مباشر بفشل الجماعة في تطبيق النموذج الإيراني على اليمن وصبغ المجتمع بأفكارها المذهبية والطائفية، رغم مرور 9 سنوات على انقلابها واستيلائها على السلطة، بل وخشيتها من سقوط سلطتها على يد الشعب في أي لحظة، وهو ما أقر به زميل للفيشي، في قيادة الجماعة.

حيث أقر القيادي البارز بجماعة الحوثي علي القحوم في لقاء له مع قناة "اليمن اليوم" التي تبث من صنعاء، بخشية جماعته من خروج مظاهرات ضدها في مناطق سيطرتها، في تبرير منه لحالة القمع والتضييق والمنع التام لأي انتقادات أو نشاط حزبي.

وقال القحوم بأن جماعته تخشى من تحول النقد لأخطاء مليشياته في إدارة مؤسسات الدولة إلى تأليب وتحريض لإشعال مظاهرات تطالب بإسقاط الحوثي من الحكم، مقراً بان جماعته لا تثق حتى بقيادات المؤتمر المتواجدة في مناطق سيطرتها، رداً على سؤال له حول سبب منعها من تنظيم أي فعالية حزبية.

وأقر القحوم بأن جماعته تخشى من أن تقوم قيادات المؤتمر المتواجدة في مناطق سيطرتها بتكرار انتفاضة ديسمبر 2017م التي قادها الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ضد الجماعة، مطالباً من هذا القيادات بتقديم تطمينات واضحة للجماعة تتعهد فيها بعدم القيام بذلك.