وصلت 30 حالة في اليوم.. تزايد أعداد مصابي داء الكَلَب في صنعاء
الحوثي تحت المجهر - Friday 16 June 2023 الساعة 06:17 pmباتت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، مصدر قلق وخطر للمواطنين، خاصة الأطفال، وسط تسجيل آلاف الإصابات بعضات تلك الكلاب، فضلًا عن حالات الوفاة المتزايدة.
ويستقبل مركز البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء، بشكل شبه يومي نحو 30 حالة إصابة بداء الكلب، وسط ارتفاع مخيف في أعداد المصابين الواصلين إلى المركز الذي يعد واحدا من 3 مراكز متخصصة لاستقبال تلك الحالات في صنعاء.
وأشار عاملون في المركز إلى أن وحدة علاج داء الكلب تستقبل عشرات الحالات يومياً في ظل تزايد أعداد الكلاب الضالة المشردة في الأحياء السكنية وعدم قيام الجهات المحلية والحكومية بدورها في تنفيذ حملات إبادة لتلك الكلاب التي باتت تهدد حياة المواطنين.
وأوضحوا أن الكثير من الحالات الواصلة تجد صعوبة في تأمين اللقاحات والأمصال بسبب ارتفاع تكاليفها التي تصل إلى 50 دولارا في صنعاء.
وأضافت المصادر الصحية، إن وحدة علاج داء الكلب تواجه صعوبة في تقديم خدماتها للمرضى الذين يتوافدون من صنعاء وضواحيها ومحافظات مجاورة، موضحة أن الوحدة تواجه شحة في تأمين اللقاحات والأمصال عقب إيقاف المخصصات التشغيلية بتوجيهات من القيادات الموالية للميليشيات الحوثية المعينة على رأس وزارة الصحة.
وأشار عدد من اقارب المرضى إلى أن الرسوم الرسمية داخل المركز مقابل معاينة وإعطاء الجرعة الواحدة لا تزيد على 500 ريال، إلا أن المصاب يتعرض للمساومة والابتزاز من القيادات الحوثية المعينة داخل مستشفى الجمهوري التي تجبر المرضى على شراء الجرعات الذي يصل إلى 20 ألف ريال.
وأضافوا إنهم يشترون مصل داء الكلب من الصيدليات الكبرى ومخازن الأدوية، ويصل سعرها أكثر من 40 ألف ريال فيما ولا تتوفر إلا بمراكز المدن والمحافظات فقط في حين تنعدم هذه الأدوية في المناطق النائية.
وقدرت مصادر عاملة في صندوق النظافة والتحسين عدد الكلاب الضالة في شوارع صنعاء بأنها تتجاوز 150 ألف كلب، موضحة أن حملات مكافحة الكلاب توقفت عقب سيطرة الميليشيات على إدارة الصندوق بعد حرب 2015 واستيلاء القيادات الحوثية على أموال الصندوق والميزانية المخصصة لتنفيذ الحملات.
وأطلق أهالي أحياء سكنية في صنعاء نداءات استغاثة بضرورة تنفيذ حملات مكافحة للكلاب الضالة التي تنتشر بشكل كبير في الشوارع وبين الأزقة والشوارع الفرعية والرئيسية، مشيرين إلى أن انتشار هذه الكلاب بات يفتك بالمواطنين خصوصا شريحة الأطفال الأكثر عرضة للعض والاستهداف من قبل تلك الحيوانات المشردة.
مناشدات الأهالي قابلتها السلطات الحوثية المسيطرة على صندوق النظافة وتحسين المدينة ومكاتب الاشغال العامة والسلطات المحلية بالمديريات بالرفض والتجاهل.
وكشف تقرير صحي صادر عن مركز الترصد الوبائي بوزارة الصحة الحوثية ارتفاع عدد الحالات الإصابة بداء الكلب الواصلة إلى المستشفيات الرئيسية وأقسام علاج داء الكلب، موضحا أن العام 2022 سجل 4074 حالة إصابة بداء الكلب، منها 2112 حالة من داخل أمانة العاصمة، و1935 من خارجها، من بين تلك الحالات 33 شخصًا توفوا بالمرض.
وأشار التقرير إلى أن 40% من حالات الوفيات كانت من فئة الأطفال ما بين 5 أعوام إلى 14 عاما.
ووفقا للمصادر فإن بعض الحالات المصابة انتهى بها المطاف بالوفاة نتيجة صعوبة الحصول على اللقاحات الخاصة بالداء من الصيدليات والجهات الحكومية. في حين يجري توفير اللقاحات عبر جهات خاصة ولكن بأسعار باهظة لا تستطيع بعض الأسر شراءها.
ويعدّ مصل داء الكلب أحد أهم الأمصال التي تتوافر في المستشفيات والمراكز الصحية العمومية في معظم دول العالم؛ خصوصاً تلك التي تنتشر فيها الكلاب الضالة، وتوفرها غالبية الحكومات مجاناً لمواطنيها.