هجمات الحوثيين في باب المندب.. خدمة مجانية لإسرائيل وذريعة جديدة لحشد الأتباع

تقارير - Friday 22 December 2023 الساعة 05:49 pm
المخا، نيوزيمن، علي جعبور:

يرى الكثير من المراقبين أن الهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب عملت على تخفيف ضغط الرأي العام الدولي على إسرائيل بسبب حربها على غزة وارتكابها الكثير من المجازر ضد الفلسطينيين وأسهمت في تعزيز دعايتها بحقيقة مواجهتها للجماعات الإرهابية في المنطقة.

حيث نجحت جماعة الحوثي في إشغال الرأي العام الدولي عن متابعة قضية غزة ولفت أنظاره إلى ما يحدث في خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر بفعل أعمال القرصنة البحرية التي تمارسها واستهدافها لسفن التجارة العالمية المارة عبر مضيق باب المندب بحجة أنها متجهة إلى إسرائيل.

وقد وجدت إسرائيل في هذا العمل الحوثي فرصة لا تعوض يمكن استخدامها للتغطية على ما يجري في غزة وتحويله إلى حدث ثانوي بعد أن تصدَّر أهم الأحداث في العالم لما يقارب من شهرين، فسارعت إلى توظيف وسائل إعلامها وإمكانياتها للترويج لأحداث القرصنة واستهداف السفن في باب المندب باعتباره يشكل خطرا كبيرا على التجارة العالمية والاقتصاد العالمي وأن الحرب الإسرائيلية هي في الحقيقة حرب على الإرهاب الذي لا يستهدفها وحدها.

ويوضح الأستاذ كامل الخوداني، رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة في إب،  في تغريدة على حسابه في منصة إكس، أن الدعاية الإسرائيلية المبالغ فيها والتي تزعم تأثر اقتصادها جراء ممارسات جماعة الحوثي غير صحيحة، حيث أن إسرائيل تمتلك خمسة موانئ رئيسية تطل جميعها على البحر المتوسط وتغطي 97٪  من وارداتها واحتياجاتها، بينما ميناء إيلات الوحيد الذي يطل على البحر الأحمر لا تتجاوز إيرادات إسرائيل منه 3٪.

وأضاف: لَما نقول لا أثر ولا تأثير لهربجات الحوثيين نحن لا نكذب ولا نحاول تشويه موقفهم البطولي كما يروجون، يا ريت وهم قادرين يؤثرون على إسرائيل، بس الكذب ليش وتخدير الناس بوهم وبطولات زيف ليش، لهذا ولا إسرائيل مكترثة لما يقوموا به ولا معبرة ولا له أثر.. بالعكس يخدمها.. كما يخدم أمريكا لبسط نفوذهم ومنحهم ذريعة لعسكرة البحار والممرات والمضائق العربية والسيطرة عليها. 

وأشار الصحفي السعودي عبدالله آل هتيلة في تغريدة له على منصة إكس. أن ما يجري في البحر الأحمر هي "مسرحية بطلها نتنياهو لصرف النظر عن ما يجري في غزة من قتل ودمار".

وتؤكد الأحداث المتسارعة المتعلقة بالممر الملاحي الحيوي ما ذهب اليه آل هتيلة في تغريدته، فقد أفضت المغامرة الحوثية إلى تشكيل تحالف "حارس الازدهار" البحري الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لهدف حماية ممر الملاحة الدولية في البحر الأحمر وكبح جماح الجماعة المدعومة من النظام الإيراني. 

ذريعة لحشد المقاتلين..

تستغل جماعة الحوثي هجماتها في البحر الأحمر لتعزيز أكذوبتها التي طالما رددتها بالقول إنها تحارب إسرائيل وأمريكا، وتوفر الدعاية المصاحبة لهذه الهجمات أرضية مناسبة للجماعة لحشد المزيد من الأتباع واستمرار التعبئة الحربية بدعوى الدفاع عن غزة في الوقت الذي توجه فيه طائراتها المسيرة الإيرانية وصواريخها نحو مأرب وجبهات الساحل الغربي والجنوب.

وأكد الناشط السياسي عبدالسلام القيسي في تغريدة على حسابه بمنصة اكس، أن الحوثي الذي كان يحشد الناس ليرمي بهم إلى التهلكة ولقتل اليمنيين بعضهم ببعض بمبرر: ضد العدوان.

يحشد ما تبقى منهم الآن بالعاطفة والجبر بمبرر: نحارب امريكا!

وتساءل القيسي: إذا كان دخل معركته كما يقول الآن مع أمريكا فمن كان يقاتل وهو يقول نقاتل العدوان الأمريكي؟

وتداولت وسائل إعلام حوثية خلال الأيام الماضية معلومات عن اجتماعات قبيلة في الحديدة وغيرها من المحافظات لغرض الحشد والتعبئة وهو الأمر الذي يؤكد رغبة الجماعة الإرهابية في خوض المزيد من الحروب على حساب الشعب الذي أنهكته حروبها السابقة وعدم إذعانها لدعوات السلام.